احتلت سلاف فواخرجي موقعاً في الصفوف الأولى لممثلي الدراما في سورية. وشاركت في ستة وثلاثين عملاً درامياً حتى الآن، مع تجربتين سينمائيتين، إضافة الى تقديم برامج منوعة. على رغم سطوع بريق نجوميتها منذ سنوات، لم تتوان عن تقديم امتحانات ديبلوم الدراسات العليا في قسم الآثار في جامعة دمشق. "الحياة" التقت فواخرجي في الحوار الآتي: كانت بدايتك في السينما مع المخرج ريمون بطرس في فيلم "الترحال"، ألا تعتقدين أن السينما بحاجة الى مؤهلات أكاديمية أولاً، خصوصاً أنك في البداية والدور السينمائي يحتاج الى جهد كبير؟ - أي عمل، مهما كان، يحتاج الى جهد واجتهاد طالما هناك هدف معين وهو النجاح. وكذلك التمثيل سواء أكان للسينما أم للتلفزيون أم للمسرح، يحتاج الى الإخلاص في العمل والاجتهاد والالتزام والموهبة أولاً وأخيراً، وكنت محظوظة بأن بدايتي كانت سينمائية وتلتها تجربة "نسيم الروح" لعبداللطيف عبدالحميد في مرحلة قلّ فيها الانتاج السينمائي السوري على رغم جودته. أنا أحب مهنتي هذه وأعشقها وأحترمها في جميع مجالاتها، إلا أن السينما تحمل جمالية خاصة وشفافية تميزها عن غيرها من بقية الفنون. البائعة التي تشبهني كيف تعاملت مع شخصية "بائعة الزهور" في فيلم "نسيم الروح"؟ - بائعة الزهور في الفيلم، كانت تشبهني أو أشبهها الى حد بعيد، وربما كان ذلك أحد أسباب نجاحي في هذا الفيلم، وقد كتبت هذه الشخصية في شكل جيد، وفعلاً كان هذا العمل نقطة مهمة في مسيرتي الفنية، وهو من الأعمال السورية التي حفرت في الأذهان وفي الوجدان. لديك أعمال درامية كثيرة وصلت بها الى الشهرة، وهي حصيلة ست سنوات من الجهد الدؤوب، وقد تميزت الدراما السورية وانتشرت على الفضائيات. برأيك، ما مسؤولياتنا تجاه هذا النوع من الفن؟ - الدراما السورية دائماً متميزة وهي لم تأتِ من فراغ، وإنما على مدى تاريخ طويل وأساس متين. فمن أيام الأبيض والأسود قدمت أعمالاً رائعة، وهي الآن تزداد في تميزها، ووجود الفضائيات ورؤوس الأموال المنتجة العامة أو الخاصة وتناول هذا الفن كصناعة قومية، كل هذا قدم الدعم لها ووسع الآفاق أمامها، ونحن نمتلك الامكانات الكبيرة من ممثلين ومخرجين وكتّاب وفنيين على درجة عالية من الموهبة والحماسة والخبرة... ولا أعتقد أن ما نمر به هو طفرة كما يقول البعض، إلا أنه يتوجب علينا المحافظة على ما وصلنا إليه من مكانة عالية وسد الثغرات الموجودة ووضع الخطط العالمية لتطوير أعمالنا والانتباه الى مسألة التسويق الإعلامي الذي يعد خطوة أساسية في نجاح أعمالنا وأخيراً أن نحب بعضنا بعضاً أكثر. حاز مسلسل "ردم الأساطير" إعجاب الجمهور لما فيه من إسقاط على ممارسة الصهاينة. فماذا تقولين في هذا المسلسل؟ - "ردم الأساطير" عمل مهم لمخرج مهم، يجب أن يُقدم للناس. ولكن يجب الانتباه الى مثل هذه الأعمال لما تطرحه من أفكار سامية وضرورية في وضعنا السياسي الراهن، وهي كشف الزيف الصهيوني. لأن هذا الكشف من طريق عمل درامي اجتماعي قد يؤثر أكثر في الأطفال والشباب والمغتربين. لهذا أعتقد أن ترجمته الى لغات أخرى ضرورية جداً. وماذا عن تجربتك في المسرح؟ وما الفارق بينها وبين تجربتك أمام الشاشة؟ - يظل المسرح أبا الفنون، ففيه يتحقق تواصل حي بين الفنان والجمهور. والمسرح تجربة رائعة. وأتمنى أن أقدم دائماً في المسرح تجارب ذات قيمة تحقق لي المتعة كما تقدم للناس المتعة والفائدة. والتواصل مع الناس شيء رائع ومخيف في الوقت نفسه. والآن نحن نقدم عملاً مسرحياً جديداً هو "لشو الحكي" عن كتاب "سأخون وطني" للشاعر الكبير محمد الماغوط. وأن نعمل نحن تحت اسم محمد الماغوط وبعد فترة انقطاع طويلة فهذا شيء يحملنا المسؤولية الأكبر، هذا العمل من اخراج وائل رمضان وهذه تجربتي الثانية معه كمخرج، الأولى كانت في فيلم "القيامة". وهو يحسن إدارة الممثلين في شكل جيد، وأنا أؤمن جداً بما لديه، وبما يمتلكه من طاقات وحماسة وحب لعمله وموهبة. وهذه التجربة تتضمن فكر المسرح القومي بما يقدمه من أفكار وشعارات والمسرح التجاري الذي يمتع الناس، ونحن كفريق منسجمون جداً ومتحمسون جداً. أما عن دوري كإنسانة معقدة في هذه المسرحية، فكان بعد الكثير من النقاشات بيني وبين المخرج كحل ربما كان صعباً، إلا أنني مقتنعة به تماماً، وكانت لي تجربتان الأولى "أوبريت الصوت" لمروان الرحباني وهي وطنية والثانية "حكاية الشتاء" لشكسبير من إخراج د. رياض عصمت. معايير ما هو معيار اختيارك لأي عمل؟ - أولاً يجب أن أكون مقتنعة تماماً بالدور وفاعليته، وما يقدمه لي من تجديد ومتعة مع مخرج جيد ونص جيد وفريق عمل جيد، وقدر المستطاع أحاول أن أهتم بكل التفاصيل وكل أسس نجاح هذا العمل ومدى استيعاب الدور المكتوب لما في داخلي ومخيلتي لهذا الدور. ما الأعمال التي قمت بها، ولم تكوني راضية عنها تماماً؟ - عموماً، أنا لا أعمل ولا أقبل الدور إلا بعد قراءة ودراسة، فالندم تقريباً غير موجود وأنا لا أندم على شيء مضى ولكن من الطبيعي أن يكون هناك الكثير من الانتقادات لنفسي على رغم الحذر الذي أتوخاه. "نساجة ماري" عمل قمت ببطولته، ويتحدث عن امرأة في الرابعة عشرة من العمر الى الخامسة والثلاثين ويحكي معاناتها النفسية والاجتماعية عبر الترحال، فماذا عنه؟ - "نساجة ماري" بالنسبة إليّ عمل عشته في الكتب التي كنت أقرأها وأنا طالبة في قسم الآثار في جامعة دمشق، وكنت أتخيل نفسي في ذلك الزمان والمكان، خصوصاً أن القصة وجدانية ونحن مقلون في الأعمال التي تتحدث عن المرأة. والسيدتان نادية الغزي وجمانة النعمان قدمتاه بحس أنثوي رائع وبمعاناة امرأة لا تحسها إلا امرأة، هذه القصة وجدت على أحد الرقم الطينية العائدة الى الألف الثاني ق.م. وقدمها المخرج عصام موسى بعد اطلاعه الواسع ودراسة تاريخ تلك القصة والاهتمام بتفاصيلها، وأتمنى أن أكون قد وفقت فيه. وماذا عن البرامج التي قدمتها ووائل رمضان؟ - قدمت ووائل لمدة سنتين متتاليتين برنامج "يا مرحبا" في رمضان وهو يعتمد على الجانب التمثيلي ويمكن أن نسميه فوازير والحل يتطلب الذكاء، خصوصاً انه على الهواء مباشرة ولا مانع لديّ في تقديم مثل هذه البرامج. الأعمال الأخيرة؟ - مسرحية "لشو الحكي" إعداد وإخراج وائل رمضان ومسلسل "القانون مع وقف التنفيذ"، تأليف ممدوح حمادة وإخراج رشا شربتجي ومسلسل "من الجاني" وهو عمل بوليسي، إخراج ناجي طعمي.