تدرس سلطة "التحالف" مع عسكريين عراقيين، خطة انشاء جيش عراقي جديد، قد تنضم اليه قوات "البيشمركة" الكردية. واستبعدت مصادر احتمال ضم "فيلق بدر"، فيما أفادت معلومات ان قراراً اتخذ بنزع سلاح الفيلق. في غضون ذلك، حذر ضابط عراقي رفيع المستوى من ان عدم ايجاد حلول للأحوال المعيشية لعناصر الجيش الذي حُل، قد يحوّلهم الى قوة غاضبة تثير الاضطرابات والتوتر. وكشفت مصادر كردية مطلعة ل"الحياة" خطوات لإعادة تأهيل قوات "البيشمركة" التابعة لاقليم كردستان، لتحويلها الى قوات نظامية ضمن تشكيلات جيش العراق الجديد، وان خططاً تدرس لتحديد حجم تلك القوات والأماكن التي ستتمركز فيها وستكون ضمن الاقليم ذاته. وزادت ان اجتماعاً عقد لدرس الموضوع في مدينة اربيل، حضره زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وممثل "التحالف" الجنرال ديفيد باتريوس قائد الفرقة الاميركية ال101. وفي احتفال تخرج دورة جديدة لطلاب الأكاديمية العسكرية في زاخو، والذي حضره قادة عسكريون من "التحالف" وصف بارزاني خريجي الدورة بأنهم "سيكونون من قادة الجيش الجديد للعراق وسيمارسون مهماتهم مع زملائهم في حماية عراق ديموقراطي، والنصر يستوجب دائماً تهيئة مستلزماته". واستبعدت مصادر قريبة الى أوساط الحاكم المدني الاميركي بول بريمر احتمال ضم أي ميليشيات اخرى تابعة لأحزاب المعارضة الى الجيش الجديد، موضحة ان قراراً اتخذ بنزع اسلحة "فيلق بدر" التابع ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم. وقال ضابط عراقي رفيع المستوى شارك في الاجتماعات التي عقدها ممثلون للتحالف مع قادة عسكريين عراقيين، ان الجيش الجديد سيعتمد بالدرجة الأولى على عناصر شابة "ستؤهل للدفاع عن الوطن وحمايته"، وسيضم الى صفوفه الضباط والعسكريين الذين اعتقلوا أو احيلوا على التقاعد أو طردوا من الخدمة بسبب معارضتهم نظام صدام حسين، اضافة الى من عرف باستقلاليته وسلوكه النظيف. وسيستبعد عناصر الحرس الجمهوري والحرس الخاص، وضباط الاستخبارات والاجهزة الأمنية وعناصر حزب "البعث" المنحل، وستكون مهمات الجيش "المتواضع" مقارنة بعديد الجيش في عهد صدام والذي لن يزيد عدد عناصره ربما على خمسين ألفاً، حماية الحدود وضبط الأمن. وستدفع للعناصر التي تتطوع في صفوفه رواتب مجزية. وذكر الضابط الكبير الذي طلب عدم كشف اسمه ان ما يواجهه المعنيون بإعادة تشكيل الجيش، هو حقيقة ان الجيش السابق في معظم مؤسساته وأفراده، مسيس لمصلحة حزب "البعث". ونقل عن ضابط برتبة لواء ركن كان يعمل استاذاً في جامعة البكر العسكرية، قوله ان تسريح الجيش العراقي من دون ايجاد حلول للأوضاع المعيشية لعناصره "قد يحولهم الى قوة غاضبة ربما تتجمع لتشكل انفلاتاً أمنياً موجهاً، يعرّض البلد لاضطرابات".