قالت صحيفة رسمية سورية أمس ان اسرائيل وضعت "الهدنة المشروطة" التي أعلنتها "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" في "مهب الريح منذ بدايتها"، في حين لم تتضمن محادثات رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي في دمشق لقاء مع أي من قادة المنظمات الفلسطينية لعدم وجود مكاتب لها أو تمثيل رسمي. ورأت صحيفة "تشرين" الحكومية ان احتفاظ حكومة ارييل شارون بحق القيام بعمل عسكري وقائي من الهجمات الفلسطينية يضع "الهدنة في مهب الريح من بدايتها"، وان اسرائيل "لا تريد أن تسير على طريق السلام"، وانها "العقبة ويخطئ من يفكر في غير هذا الاتجاه". وكان القدومي أجرى أول من أمس محادثات مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع كانت خلالها "وجهات النظر متفقة على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية في الساحة الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تفرضها السياسات العدوانية للحكومة الاسرائيلية". كما التقى القدومي مسؤولين سياسيين آخرين من دون حصول أي لقاء مع قادة المنظمات الفلسطينية، باعتبار انه لم يعد لها مكاتب او تمثيل رسمي في سورية. واقتصرت لقاءاته الفلسطينية على رئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني" خالد الفاهوم الذي أوضح ل"الحياة" ان القدومي قدم الى "الاخوة السوريين وجهة نظره ازاء خريطة الطريق والفرق بينها وبين اتفاق أوسلو، إذ أن الخريطة تتضمن الحديث عن حق عودة لللاجئين والقدس. كما بدا القدومي مقتنعاً أن الرئيس جورج بوش جاد في دعمه لها". وزاد الفاهوم ان الجانب السوري جدد تأكيد موقفه القائم على "الموافقة على ما يوافق عليه الشعب الفلسطيني"، وان الموقف من "خريطة الطريق" والمسائل الأخرى "يعود الى الشعب الفلسطيني". وبدا القدومي في مواقفه أقرب الى مواقف الرئيس ياسر عرفات من مواقف رئيس الوزراء محمود عباس أبو مازن، إذ أعلن انه نقل "رسالة من عرفات إلى الرئيس بشار الأسد عن الأوضاع في المنطقة، خصوصاً ما يدور داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من تعزيز للوحدة الوطنية والتفاهم الفلسطيني ومعالجة المسائل التي يواجهها الشعب الفلسطيني، حرصاً على تحقيق السلام، شرط أن يكون مبنياً على المطالب الفلسطينية". وأشار الى ان "خريطة الطريق" والتسوية السياسية لن تتما إلا بالمسارات الثلاثة وتحقيق السلام العادل والشامل طبقا للمبادرات العربية للسلام. ووصل تيري رود لارسن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى دمشق لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين تتناول الوضع في الشرق الاوسط بعد اجتماع "اللجنة الرباعية" في الأردن، علماً أن الأممالمتحدة أعلنت أن "خريطة الطريق تتضمن المسارين السوري واللبناني".