جارت قمة الدول الثماني واشنطن في قلقها من البرامج النووية الايرانية والكورية الشمالية، واختارت عدم معارضة الضغوط الأميركية على الدولتين المتبقيتين في "محور الشر" بعد العراق. وطالبت قمة مجموعة الثماني في ايفيان أمس، ايران ب"الالتزام بواجباتها" في مسألة الحد من انتشار الاسلحة النووية، وكوريا الشمالية ب"تفكيك برنامج تسلحها النووي كله". في الوقت ذاته أعلن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان الرئيس الأميركي جورج بوش أبلغ زعماء الدول الثماني أن الولاياتالمتحدة ليست لديها نية لمهاجمة إيران. وأكدت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا "وحدة المجتمع الدولي القوية" في وجه التسلح النووي الايراني، وقالت ان الولاياتالمتحدة وفرنسا "وجهتا الرسالة ذاتها الى السلطات الايرانية"، فيما جددت طهران رفضها توقيع بروتوكول اضافي لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية يسمح بعمليات تفتيش مباغتة لمنشآتها النووية، وكررت استعدادها لاشراك الولاياتالمتحدة في بناء مفاعلاتها النووية. وأكدت الدول الصناعية الثماني في بيان صدر عن قمة ايفيان انها لن تبقى "لا مبالية ازاء انعكاسات تقدم البرنامج النووي" الايراني. وشددت على "اهمية التزام ايران في شكل تام واجباتها في اطار معاهدة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل". وحض البيان كوريا الشمالية "بإلحاح" على "تفكيك برامج اسلحتها النووية كلها بطريقة ملموسة ونهائية وقابلة للتحقق منها". وكان بول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الأميركي أبلغ المسؤولين الكوريين الجنوبيين واليابانيين أثناء زيارته البلدين رغبة واشنطن في إعادة نشر قواتها في المنطقة، في مواجهة تهديدات بيونغيانغ التي حذرها أمس من "رد مدمر" في حال اختارت الحرب راجع ص9. وأكد أهمية "الصبر والصلابة" في مواجهة "هذه الدولة الشيوعية والانعزالية". لافتاً الى أن "من غير المنطقي مكافأة التهديدات"، في إشارة إلى تهديدات بيونغيانغ باستخدام السلاح النووي. ورأى قادة دول مجموعة الثماني في انتشار اسلحة الدمار الشامل والصواريخ المتعلقة بها "خطرا متناميا يهدد الامن الدولي مع ارتفاع وتيرة الارهاب". ودعوا "كل الدول الى وضع آليات فاعلة لمراقبة نقل المواد والتقنيات التي يمكن استخدامها في تطوير اسلحة الدمار الشامل واستعمالها". لكن مسؤولاً بريطانياً اكد ان الموقف "القوي" الذي اتخذته القمة من ايرانوكوريا الشمالية لا يعني بالضرورة ان اياً منهما مستهدفة بعمل عسكري. وزاد: "تحتاج التحديات المختلفة لأنواع مختلفة من العلاج". وتتهم الولاياتالمتحدةايران بالسعي الى امتلاك قنبلة نووية، فيما تواجه كوريا الشمالية معارضة دولية منذ اعلانها في تشرين الاول اكتوبر الماضي استئناف برنامجها النووي. وجددت طهران رفضها توقيع بروتوكول اضافي لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية يسمح بعمليات تفتيش مباغتة لمنشآتها النووية، اذا لم يقدم الغربيون مساعدة تقنية لبرنامجها النووي. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي: "لن نوقع اي معاهدة دولية اخرى فيما يواصل الغرب عدم احترام التزاماته بموجب معاهدة الحد من انتشار الاسلحة، ولا يقدم لنا مساعدة في ما يتعلق بالتكنولوجيا النووية السلمية كما تلزمه المعاهدة". وأضاف: "اذا كان الاميركيون قلقين حقا من طموحنا النووي، بإمكانهم المشاركة في اقامة منشآتنا النووية"، وهي الفكرة التي اقترحتها روسيا الأسبوع الماضي ورفضتها واشنطن.