أصدرت المطربة نجوى كرم اخيراً ألبومها الجديد بعنوان "سحرني" يضم أغاني باللون البلدي اللبناني الذي كان ولا يزال سبيلها الى الجمهور العربي في كل مكان. عن الألبوم وأمور اخرى تحدثت كرم الى "الحياة" بصراحتها المعهودة: هل أعاد ألبوم "سحرني" نجوى كرم الى ساحة الأغنية اللبنانية البلدية؟ - أنا أؤدي الأغنية الشعبية القريبة من شخصيتي ومن الناس، لذلك اخترت من جديد اللون اللبناني الذي يناسب طبقة صوتي وعرفت فيه سابقاً، علماً أنني طوال مسيرتي الفنية لم أتخل يوماً عن هذا اللون، بل لطالما كان حاضراً في ذهني وألبوماتي كافة، غير أنني كنت أميل الى التنويع بعض الشيء من خلال أغنية او أغنيتين كحد أقصى، ولإضفاء نكهة خاصة على العمل ككل في خطوة للاقتراب أكثر من جيل الشباب. غير انني فضلت هذا العام ان يكون البومي لبنانياً بالكامل، خصوصاً أن جيل الشباب يفتقد هذا اللون، وهو لوني اساساً، حملته في صوتي وقلبي واعمالي، وأنوي بإذن الله الاستمرار في تقديم الرسالة ذاتها التي دخلت من أجلها الفن. في ألبومك 6 أغاني للملحن وسام الأمير وفي ألبومك السابق كان النصيب الأكبر للملحن عماد شمس الدين، لماذا تعتمد نجوى كرم في أعمالها على ملحن واحد ؟ - هذا غير صحيح. لكنني أضع خطة عمل معينة منذ بداية العام لأي ألبوم أصدره. وأبدأ مشاوراتي مع الشعراء والملحنين الذين اتعاون معهم، او عندما تعرض عليّ أعمال لبنانية اخرى. وأتمنى من أي شاعر او ملحن يقع على عمل لبناني صرف ان يبلغني بذلك، لأن اللون اللبناني بات مفقوداً بعض الشيء. ومن هنا تبدأ ورشة العمل والتحضير، ومن يتمكن من السير بالطريقة الأقرب الى تفكيري هو الشخص الذي أتعاون معه، فيكون له النصيب الأكبر لأنه قدم الأعمال التي تناسبني أكثر. التقرب من جيل الشباب هل يمكن أن يكون قرار عدم تصويرك أغانيك هو نتيجة الإنتقاد الذي واجهه كليب "أوعى تكون زعلت"؟ - لا يهمني كثيراً ما يقال، بل ما يعنيني هو السير في خطي ولوني بالطريقة الصحيحة. في أغنية "أوعى تكون زعلت"، حاولت التقرب من جيل الشباب، لكن حتى قبل تصويرها لم يكن قراري السير في اسلوب "اوعى تكون زعلت" في كل أعمالي. قدمت الأغنية لمجرد التنويع والتلوين. في كل البوم هناك أغنية "ستايل" وحتى لو غنيت "ستايل" لا يمكن ان اتخلى عن هويتي فهي بمثابة الكرسي الذي أجلس عليه، ولو جلست على كرسي آخر لن اكون مرتاحة، ولكل فنان تخصص وهوية والحمد لله لي خصوصيتي. هل أثرت تجربتك مع وديع الصافي في ألبومك الجديد؟ - من دون شك كان لحوارية "وكبرنا" التي قدمتها الى جانب الفنان وديع الصافي الأثر الكبير، خصوصاً بين الشباب العربي والأباء أيضاً الذين لديهم حوارات بعيدة من حوارية "وكبرنا" واعتقد ان الأغنية شكلت محوراً في أحاديث الأباء والبنات. كما أعادتني الى مرحلة السبعينات عندما كانت الأغنية اللبنانية في أوج مجدها، وشكلت حافزاً أكبر لي لتثبيت موقعي في اللون اللبناني البلدي. فموضوع الأغنية رائع وخطير ويهم كل الناس، ووقعها الكبير جعلني أتأكد ان جيل الشباب سيقبل على اللون اللبناني البحت عكس ما كان يقال من انه يريد إيقاعات مختلفة أو اغاني راقصة في الحفلات فقط. فقد طرحت في البومي هذا مواضيع لا تقل اهمية عما كنت أطرحه ولكن بأسلوب مغاير يماشي عصرنا الحالي. كيف تصفين علاقتك بالفنان وديع الصافي؟ - أعتبر الفنان وديع الصافي أباً للأغنية اللبنانية بكل معنى الكلمة، وأحترمه كثيراً، خصوصاً انه متواضع ويعامل كل الفنانين من دون تمييز في ما بينهم وتربطني به علاقة احترام وود. "روتانا": الود غير مفقود يقال أن هناك مشكلات بينك وبين شركة "روتانا"، فهل هذا صحيح؟ - أنا مسؤولة عن نفسي وأعرف جيداً حقوقي وواجباتي. دخلت الشركة عام 1994، وأعتبر نفسي من مؤسسيها، لكن في كل عائلة وداخل كل بيت يحصل سوء تفاهم او تقع مشكلات، لكن هذا لا يعني ان الود مفقود. وعندما يجري توضيح الأمور وتصحيحها لن يصل الأمر الى القطيعة المطلقة بل يبقى الموضوع في إطار سوء الفهم، خصوصاً ان القيمين على "روتانا" موجودون دائماً في الصورة. وأعتقد ان مواجهة ما يحصل من دون وسيط او لف ودروان هي الحل الأنسب لتجنب المشكلات. تجديد العقد مع "روتانا" امر سهل برأيي، و"روتانا" ايضاً تعرف انني من العناصر الفاعلة لها، لهذا هي لن تستغني عني بسهولة. ما أهمية شركة "روتانا" إذاً في مسيرة نجوى كرم الفنية؟ - شركة "روتانا" لها أهمية كبرى في مسيرة أي فنان، فهي تحتضنه وتدعمه وتقدمه في شكل لائق الى الجمهور. وقد خدمتني هذه الشركة على مدار سنوات لما لها من تأثير في الوسط الفني والجماهيري. قرأنا في الصحف والمجلات إنك مررت بالكثير من المصاعب والأزمات بماذا أفادتك وهل هدأت العاصفة؟ - كل إنسان يمر بصعوبات، خصوصاً الفنان. لكن هذه الصعوبات زادت من قوتي ومن ثقتي بنفسي ولم تؤثر كثيراً في حياتي الخاصة أو الفنية، ولطالما كانت الصحافة بمثابة سند لي، لكن لا اعرف ان كان هناك سلام في الفن، لأن السلام في العالم أساساً مفقود ولست متفائلة كثيراً في هذا الموضوع، حتى في الفن، الذي من المفترض أن يكون أسمى من كل هذا، لكن لا سلام. فلنلحظ مثلاً بعض الفنانين كيف يتحدثون عن بعضهم بعضاً، ولا يستمعون الى اعمال بعضهم بعضاً ويتنكرون لزملائهم الفنانين، هذا كله ضعف وانا اشفق على ضعفاء النفوس. مع النقد البنّاء يبدو أنك لا تحبين النقد؟ - على العكس، أنا مع النقد البنّاء حتى لو كان سلبياً، فالناقد هو إنسان مثقف ويعرف مكامن قوة الفنان وضعفه ويتحدث عنها من باب التوجيه وليس من باب التجريح. ولا استطيع اعتبار أي نقد لا يمت بصلة الى الفن الذي أقدمه نقداً بل تدخلاً. فعندما ينتقد صوتي وأغاني وأدائي وتسجيل الشريط أو طريقة التوزيع أو أسلوب تصوير الفيديو كليب، هذه أمور فنية أقبلها وآخذ بآراء النقاد فيها، ولكن أن تنتقد تسريحة شعري أو ملابسي أو صداقاتي فهذا أمر ليس فنياً ولا يحق لأحد التداول فيه بحجة النقد. ما هي مشاريعك للصيف؟ - سأحقق حدثاً مهماً بوقوفي على مدرجات صور الأثرية التي تعتبر ثاني اكبر مدرجات في العالم حيث سأحيي حفلة في العاشر من تموز يوليو ضمن مهرجانات صور والجنوب الدولية التي تشهد هذا العام أحداثاً فنية عالمية وعربية ضخمة.