تناقض البيان الرسمي الاميركي مع تصريحات شهود وضابط حول هجوم المقاومة العراقية على قافلة عسكرية اميركية امس، ففيما اعلن الضابط ان دورية استهدفت واصيبت عربة عسكرية بانفجار ووقعت خسائر في صفوف الجنود الاميركيين ومدنيين عراقيين، جاء في البيان الرسمي ان مسلحين استهدفوا سيارة لعمال الكهرباء فقتل عراقي ولم يصب اي جندي اميركي. واعلن الجيش الاميركي مقتل جندي واصابة اثنين آخرين في حادث سير، ووقع انفجار في خط لأنابيب النفط شمال بغداد. وفيما توقعت الحكومة البريطانية ان يستغرق التحقيق في مقتل جنودها الستة الثلثاء الماضي "بضعة ايام" نشرت صحيفة "ذي تايمز" اللندنية، ان اربعة جنود قتلوا بعدما استسلموا. أعلن متحدث عسكري اميركي ان انفجاراً استهدف امس عربة اميركية تقل عمال كهرباء عراقيين في ضاحية بغداد وقتل في الانفجار السائق واصيب آخر. وتناقضت النسخة الرسمية مع تقارير سابقة قال فيها شهود وضابط اميركي ان الانفجار استهدف دورية اميركية واصيبت عربة عسكرية ووقعت خسائر بين الاميركيين والعراقيين. وعلى رغم ان العربة التي تقل عمال الكهرباء لم تكن تحمل اي علامات الا ان العربات التي تستخدمها الادارة الاميركية في العراق يسهل التعرف اليها. وقال الناطق العسكري الاميركي الكولونيل جاي شيلدز خلال مؤتمر صحافي انه جرى التحقق طوال ساعات من صحة التقارير التي تحدثت عن تعرض قوات اميركية لهجوم ولم تثبت صحتها. واضاف: "كانوا العراقيون يقودون سيارة لسلطة التحالف الموقتة ونعتقد انهم اصيبوا بقذيفة صاروخية". لكن شهوداً قالوا ان عربة عسكرية اميركية من طراز "همفي" اصيبت في الهجوم على الطريق المؤدي الى مطار بغداد في ضاحية العامرية، وانهم شاهدوا دماء متناثرة داخل العربة، وانه لحقت اضرار بسيارة مدنية عراقية وقتل راكب واصيب اخر اصابة بالغة كما جرح ثلاثة من المارة. وقال الكابتن شون مكوليامز من طاقم دبابات ملحق بالفرقة 82 المحمولة جواً للصحافيين ان الهجوم اسفر عن اصابات عدة وان المصابين نقلوا الى المستشفى. وحين سئل عن الاصابات الاميركية قال ان الضحايا يتلقون العلاج في منشأة طبية. واضاف: "انها شحنة متفجرة لا نعرف نوعها. لا تقارير عن اصابات بطلقات نارية كلها شظايا". وزاد: "ما نريد ان يفهمه الجميع ان مثل هذه الهجمات لن تردعنا عن تأدية مهمتنا. كل ما يريده هؤلاء المهاجمون هو وقف الانتقال الى عراق ديموقراطي جديد ولن ينجحوا في هذا". وتعرضت القوات الاميركية خلال شهر لهجمات شبه يومية في وسط العراق الذي تقطنه غالبية سنية وقتل 19 جندياً منذ انتهاء الحرب في اول ايار مايو. وتلقي واشنطن مسؤولية الهجمات على انصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وبثت قناة "الجزيرة" انها تلقت بيانا من جماعة تطلق على نفسها اسم "مجاهدو الطائفة المنصورة" تعلن فيه مسؤوليتها عن هجمات على القوات الاميركية، كما تلقت شريط فيديو من الجماعة. وبثت لقطات لما بدا انه انفجار وقع تحت مركبة عسكرية اميركية. واعلنت القيادة الاميركية الوسطى امس ان عنصراً من مشاة البحرية الاميركية قتل وجرح اثنان آخران الاربعاء عندما انقلبت السيارة التي كانوا على متنها على طريق قرب الحلة 100 كلم جنوببغداد. واضافت القيادة في بيان ان الجنود التابعين للفيلق الاول في قوات مشاة البحرية كانوا متوجهين لمساندة جنود آخرين تعرضوا لمكمن نصبته لهم "قوات معادية" عندما وقع الحادث. واوضح البيان ان ثلاثة من مشاة البحرية جرحوا في المكمن ونقل الضحايا الستة الى قسم للجراحة تابع للجيش. وصرح مسؤول كبير في قطاع النفط العراقي ان النار مشتعلة في خط انابيب عقب وقوع انفجار فيه. وقال عادل القزاز المدير العام لشركة نفط الشمال: "وقع انفجار في وقت مبكر صباح اليوم امس، ألحق اضراراً في خط انابيب قرب نهر دجلة". واضاف ان الخط يحمل النفط الخام الى مصفاة بيجي 260 كيلومتراً شمال بغداد. في لندن اعلنت وزارة الدفاع مساء الاربعاء ان المحققين في الجيش البريطاني يحتاجون "الى بضعة ايام" لمعرفة كيف ولماذا لقي ستة من جنودهم مصرعهم جنوبالعراق. وقال ضابط بريطاني شاهد المعركة، ان مقتل الجنود الستة عملية "قتل غير متعمدة". ونقلت وكالة "برس اسوسييشن" البريطانية عن شهود قولهم ان القوات البريطانية كانت فتحت النار على متظاهرين في وقت سابق. وقال بعض السكان ردا على اسئلة وكالة "فرانس برس" ان الجنود البريطانيين سقطوا في اعقاب معركة بسبب عمليات التفتيش. وكرّست معظم الصحف اليومية صفحتها الاولى لمقتل الجنود الستة، مشيرة الى ان مجرى الاحداث ما زال غير واضح. لكن صحيفة "ذي تايمز" نشرت ان القوات البريطانية امرت مجموعة من العراقيين كانت تدربهم بالهرب. وروى سلام محمد احد الشرطيين الذين يتلقون التدريب "قالوا الجنود البريطانيون لنا أن ننجو بأنفسنا لكنهم رفضوا هم الرحيل. فقتلوا بدم بارد. لم يكن هناك امكان امامهم للهرب. أشعر بخجل كبير لأنني تخليت عنهم". واكد الصحافي في الاذاعة العراقية علي العطية للصحيفة انه رأى البريطانيين يقترحون إلقاء أسلحتهم بعد مقتل اثنين منهم. لكن قادة المتظاهرين أخذوا اسلحتهم ثم قتلوهم. وافاد شهود ان البريطانيين قتلوا اربعة عراقيين في اشتباك وجرحوا 17 آخرين قبل ان يقتلوا بدورهم. ونشرت صحيفة "دايلي اكسبرس" على صفحتها الاولى صور الجنود القتلى تحت عنوان "أُعدموا". بينما عنونت "دايلي ميل" صفحتها الاولى ب"لا رحمة" وكتبت ان "الجنود الابطال قتلوا بدم بارد".