أعلنت طهران انتهاء أعمال الشغب فيما نظّم الطلبة المؤيدون للتيار المحافظ في جامعة طهران والمعروفون ب"طلبة الباسيج" تجمعاً احتجاجياً نددوا فيه ببعض نواب البرلمان وبالولاياتالمتحدة، وشكا نواب اصلاحيون من تعرضهم لموجة من التهديدات بالقتل بعد رسالة بعثوا بها الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية تطالبه بالاستجابة للاصلاحات. وأعلن وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري أن أعمال الشغب التي شهدتها المدن الايرانية في الفترة الاخيرة انتهت بعد الاجراءات التي اتخذتها قوات الامن بالتعاون مع مسؤولي الاستخبارات. ونقلت عنه وكالة "أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية" إن "الشرطة تعرفت على هوية المحرضين على أعمال الشغب"، وإنهم "أحيلوا إلى القضاء"، مشدداً على انه "سيتم التعامل مع المشاغبين وفقاً للقانون". واحتشد عشرات الطلاب المحافظين أمام جامعة طهران أمس منددين بالمتظاهرين السياسيين ومطالبين السلطة القضائية باتخاذ إجراءات صارمة ضدهم. ودانوا التظاهرات لتسببها في تعطيل الدراسة الجامعية وتأجيل موعد اختبارات نهاية العام، كما دانوا نواباً إصلاحيين في البرلمان لدعمهم التظاهرات التي قام بها الطلاب واتهموا الولاياتالمتحدة بتمويل الاضطرابات. وشهد تجمع طلبة "الباسيج" تحذيراً لبعض النواب الاصلاحيين الذين تمّ اتهامهم بالعمالة لواشنطن، كما رفعت شعارات تدعو وزير العلوم مصطفى معين الى الاستقالة لاتهامه بعدم الكفاءة في معالجة الاضطرابات الجامعية. ونال محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني ونائب رئيس البرلمان، قسطاً وافراً من الانتقادات بسبب مواقفه الداعمة للطلبة واحتجاجاتهم. وفي المقابل تمّ تنظيم تجمع احتجاجي في معهد العلوم الاجتماعية حضره اهالي الطلبة المعتقلين الذين وجهت الى بعضهم تهم بالعمل على الاخلال بالأمن العام. واشتكى أ ف ب العديد من النواب الاصلاحيين من تعرضهم لموجة من التهديدات بالقتل والهجمات بعد رسالة بعثوا بها الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله على خامنئي وطالبته بالاستجابة الى الاصلاحات. وقال رضا يوسفيان النائب عن منطقة شيراز في الجلسة البرلمانية التي بثتها الاذاعة الرسمية مباشرة ان "التهديدات والهجمات ضد النواب تضاعفت". وتحدث النائب المقرب من الرئيس خاتمي عما حدث لمحمد كيانوش راض النائب من مدينة اصفهان الجنوبية الذي تعرض للضرب على يد "عناصر غير خاضعة للسيطرة" وهو المصطلح الذي يطلق على المتشددين الاسلاميين. وقال: "الكل يعلم الجهة التي وراء هذه الاعمال. واذا ما استمرت فكيف لممثلي الشعب ان يواصلوا عملهم؟". والنواب الذين تعرضوا لهجمات وتهديدات هم من بين 135 نائباً نشروا رسالة مفتوحة الى المرشد الشهر الماضي دعوه فيها الى التجاوب مع الاصلاحات والا فانه يخاطر بمستقبل الجمهورية الاسلامية. واشتكى نائب آخر هو عبد المحمد ناظم الاسلامي من مدينة بورجيرد الغربية انه "منذ توقيعي على الرسالة تعرضت للتهديد عشر مرات على الاقل". وادعى انه اثناء عودته الى دائرته الانتخابية بالسيارة حاولت سيارتان اسقاط سيارته في احد الاودية.