بدأت خطوات الانفراج العملي في قضية حكم الإعدام على الناشط الإصلاحي هاشم آغاجري مع إصدار مرشد الجمهورية الايراني علي خامنئي أمراً الى القضاء بإعادة النظر في الحكم. وجاء ذلك في وقت تصاعدت حركة الاحتجاج على الحكم في صفوف الطلاب، وأفادت تقارير عن مواجهات بينهم وبين متطوعي الحرس الثوري الباسيج، فيما نفت مصادر مطلعة هذا الامر وأكدت ان المواجهات انحصرت بين الطلاب انفسهم، مؤيدي المحافظين وأنصار الاصلاحيين. أعلن رئيس البرلمان الايراني مهدي كروبي ان مرشد الجمهورية علي خامنئي امر بمراجعة حكم الاعدام الصادر في حق الجامعي الاصلاحي هاشم آغاجري، وذلك استجابة لمطالب أساتذة جامعيين. وأكدت مصادر مطلعة ان الحكم سيتم نقضه، فيما يضغط المقربون من آغاجري لإلغائه بالكامل لأنه ينص أيضاً على السجن ثماني سنوات وحرمان آغاجري من التدريس في الجامعات لفترة عشر سنوات. لكن هذا التطور الايجابي لم ينسحب على الساحة الجامعية حيث سجلت مواجهة بالكراسي والايدي، أبلغت مصادر مطلعة "الحياة" انها جرت بين طلبة اصلاحيين ومجموعات من الطلبة المحافظين، وذلك خلال تجمع احتجاجي شهدته جامعة العلامة الطبطبائي في شمال طهران. غير ان وكالة "فرانس برس" افادت ان المواجهات دارت بين 600 طالب و300 من عناصر الباسيج الذين قالت انهم هاجموا الطلاب، خلال احتجاج صاخب على حكم الإعدام بحق آغاجري، وذلك ضمن سلسلة احتجاجات ما زالت تشهدها الجامعات الايرانية منذ صدور الحكم. وفي الحالين، لم تتدخل الشرطة التي كانت تنتشر خارج أسوار الحرم الجامعي علماً انه ممنوع على القوى الأمنية والعسكرية الدخول الى الجامعات لمنع تكرار ما حدث من مواجهات عام 1999. وتدخل مسؤولون في الجامعة لفصل المجموعتين اللتين كان افرادهما يتراشقان بمختلف الاشياء. وبعد المواجهات خرج الطلاب وعناصر الباسيج الى الحرم الجامعي وهتف الطلاب: "الموت لطالبان من كابول الى طهران" و "دعوا فلسطين وفكروا في مصيرنا". كذلك شارك ما بين 1500 الى 2000 طالب في جامعة شهيد بهشتي في تظاهرة اخرى سلمية، بحسب المنظمين. تدخل خامنئي وبدأت عملياً خطوات حل الأزمة الناشئة عن حكم الإعدام، اذ أكد المحامي صالح نيكبخت الذي يتولى الدفاع عن آغاجري ان تدخل خامنئي في قضية موكله الذي صدر في حقه حكم الإعدام بتهمة "الاساءة الى الدين الاسلامي" سينهي هذا الملف وكذلك "الحكم الظالم الذي أصدره القاضي". وأضاف ان "هاشم آغاجري دعا الطلاب الى الهدوء لأنه يريد قطع الطريق على استفزازات أولئك الذين يسعون الى خلق أجواء توتر". وأبدى المحامي ثقته بأن موكله سيقبل استئناف الحكم. وكان آغاجري أعلن الأربعاء الماضي رفضه استئناف الحكم، لكن كروبي طلب منه امس "استخدام حقه في الاستئناف"، معلناً أمام النواب ان المرشد خامنئي أمر القضاء بمراجعة حكم الإعدام. وجاء هذا الأمر استجابة لطلب تقدم به مئات الأساتذة الجامعيين في رسالة الى المرشد، وفقاً لما ذكرته صحيفة "جمهوري إسلامي" المحافظة. وتوقعت الصحيفة ان يتم نقض حكم الإعدام في حق آغاجري بعد الأمر الصادر عن خامنئي. ويأتي هذا المخرج إثر وصول الأزمة الى طريق مسدود بفعل إصرار القضاء على الحكم وإصرار الإصلاحيين على رفضه. وكان أهم موقف رافض صدر عن الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي اعتبر ان الحكم غير صائب وأنه غير قابل للتنفيذ، فيما وصفه رئيس البرلمان بأنه حكم يثير الاشمئزاز وترفضه مراجع التقليد الديني. أما رئيس القضاء هاشمي شاهرودي فأعرب عن أمله في مسارعة المحكمة العليا الى إعادة النظر في الحكم.