اعتبر محللون وزعماء شيعة عراقيون ان شيعة العراق يريدون ان يشكلوا مستقبلهم بأنفسهم بعد اطاحة صدام حسين، وليس اقامة جمهورية اسلامية على غرار النموذج الايراني. وذكر عادل عبدالمهدي احد مساعدي محمد باقر الحكيم رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" ان عداء واشنطن المتزايد لايران ربما يثير غضب الغالبية الشيعية في العراق، ويضر بإمكانية الاستقرار في هذا البلد في مرحلة ما بعد الحرب، وقد يدفع ايران الى التدخل في شكل جدي. وزاد: "نحن عراقيون ولسنا ايرانيين. سيسود الاستقرار البلد اذا حصل الشيعة على نصيب عادل في حكم العراق. ولكن اذا استمرت العزلة بذرائع مختلفة، مثل خضوعنا لنفوذ الايرانيين، فان الفوضى ستتفشى". وكثفت الولاياتالمتحدة وبريطانيا حملاتهما على ايران اخيراً واتهمتاها بالتدخل في العراق، فيما تشكو طهران مما تعتبره تاريخاً طويلاً للتدخل الاميركي في شؤونها، والدعم الاميركي لاسرائيل وللعراق في حربه ضد ايران 1980 - 1988. كما تشكو من ان "مكافأتها" لتعاونها مع السياسة الاميركية في افغانستان كانت ضمها الى "محور الشر". واكد الاربعاء الماضي بول بريمر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق قلقه من ازدياد النشاط الايراني في هذا البلد "ما قد يسفر عن مشاكل خطيرة اذا تمادت ايران كثيراً". واتهمها بإرسال عناصر عبر الحدود ربما تشكل حركة مسلحة تحت ستار استئناف الخدمات الاجتماعية. وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان ايران تسعى الى ارسال عناصر من "الحرس الثوري" الى العراق، مشدداً على رفض قيام حكومة دينية فيه على غرار حكومة ايران. وقال فتح كاشف الغطاء ممثل الحوزة العلمية في النجف: "لا اعتقد ان الايرانيين من السذاجة بحيث يتدخلون في شؤون العراق. هذا مثل المقامرة في لعبة خاسرة. نعم كنا نريد دولة في العراق على غرار النموذج الايراني عام 1980، ولكن بعد 1990 بدأ دور ايران يتراجع، واليوم لا نريد دولة اسلامية، حتى ايران لا تريد دولة اسلامية". واشار الى ان ايران تدرك ان محاولة التدخل في العراق ستعيق جهودها لإنهاء العزلة الدولية والاقليمية التي تحاصرها منذ الثورة في 1979. ولا يرغب شيعة العراق على اختلاف توجهاتهم السياسية والاجتماعية في صدام مع القوات الاميركية والبريطانية التي اطاحت صدام ويخشون ان يصبحوا مجدداً ضحايا اذا بدأت هذه القوات تنظر اليهم باعتبارهم طابوراً خامساً لطموحات ايران المفترضة. وقال عضو في جماعة شيعية مسلحة: "رحبنا بحرب اميركا على صدام الذي قمع الشيعة بوحشية. ولكن يقلقنا ان تقمعنا اميركا الآن لوقف تنامي قوتنا في شكل طبيعي - ونحن اقوياء - او بسبب مشاكلها مع ايران". ولجأ أو رحل حوالى مليون شيعي عراقي الى ايران خلال 35 سنة من الحكم البعثي، لكن الاتهامات لايران بإرسال عناصر عبر الحدود اذهلت الشيعة العراقيين. وقال عنصر في "فيلق بدر" التابع ل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق": "لم ترسل ايران احداً ونحن الذين اردنا العودة منها". ورأى المحلل العراقي وميض نظمي ان ليست هناك مؤشرات الى تسلل ايراني الى العراق، لكن الاتهامات الاميركية قد تتحقق اذا شعرت طهران بأنها مهددة. وزاد: "اذا تأكدت ايران من ان واشنطن ستهاجمها، ستستغل نفوذها لدفع الجماعات الشيعية الى مقاومة القوات الاميركية لتفتح جبهة قتال في العراق".