في وقت تحدث رئيس نادي برشلونة الاسباني المُنتخب خوان لابورتا كثيراً وطويلاً عن ضم طفل الكرة الإنكليزية المدلل ديفيد بيكهام إلى صفوف فريقه، "خطفه" غريمه اللدود فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد وأكمل به صفوف فريق الأحلام. ولفت الى أن ضربة "المعلم" بيريز هي الرابعة التي تُثقل كاهل منافسه الدائم، بعدما ضم البرتغالي لويس فيغو والفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو في الاعوام الثلاثة السابقة. لكن الأكيد أن مانشستر يونايتد الذي سيفطن قريباً الى أنه الخاسر الأكبر على كل الأصعدة، لم تكن له اليد الطولى في انتقال بيكهام إلى ريال مدريد لأن صراع الشركات الكبرى المنتجة للأدوات الرياضية لعب الدور الأكثر أهمية. فلم يكن من المعقول أن تفرط شركة "أديداس" التي ترعى اللاعب وريال مدريد معاً بالصفقة، خصوصاً لمصلحة منافستها الأولى "نايكي" الراعي الرسمي لفريق برشلونة... لأن أحداً لا يفرط بدجاجة تبيض ذهباً. فبيكهام ليس بذلك اللاعب الموهوب الذي تعشق الجماهير رؤيته في الملاعب، أو النجم الذي يحقق انتصارات يعجز عنها غيره وحسب... وإنما هو أيضاً سلعة تجارية يمكنها أن تعيد ما دفع فيه ربما في خلال عام واحد أو أقل وهو أمر مهم فى رياضة هذا الزمان التي تتأثر كثيراً بأسواق المال والأعمال. المهم، أن إنكلترا بأكملها حائرة في تفسير ما حدث... وهي منقسمة حتماً بين موافق ومعارض على انتقال بيكهام. الغاضبون يؤكدون أن مانشستر يونايتد سيخسر كثيراً ليس فقط من خلال فقدانه الملايين التي كان يكسبها من مبيعاته لقميص بيكهام وأدواته الرياضية والشخصية الأخرى، وإنما أيضاً لإفتقاده "ايقونة" البلاد التي تبتسم لإبتسامته وتبكي لبكائه... فشخصيته لعبت دائماً دوراً مهماً في تحريك مشاعر الإنكليز. وهناك أيضاً مئات الآلاف من المشجعين الذين يتحمسون للنادي من أجل عيون بيكهام فقط في الداخل والخارج، وخسارتهم أكيدة في ظل غياب اللاعب عن المستطيلات الخضر الإنكليزية. ويكفي أن آلاف اليابانيين تظاهروا ضد هذا الانتقال لحظة وصول اللاعب أمس الى مطار ناريتا في طوكيو، وأكد كُثر منهم أنهم لن يفكروا في تشجيع مانشستر يونايتد مجدداً. لكن المرحبين بهذا الانتقال رأوا أن الأمر يدخل في نطاق عالم الاحتراف الذي لم يعد يعرف الانتماء أو الولاء، وأن غياب بيكهام لن يؤثر بأي حال من الأحوال في وضع مانشستر يونايتد إن على صعيد النتائج أو شعبيته الجارفة... وطالبوا معارضيهم بضرورة تفهم الأمر والإلتزام بولائهم لناديهم لأنه أكبر كثيراً من بيكهام أو غيره. ويبقى التخوف الدائم من استمرار ظاهرة فشل اللاعبين البريطانيين مع الأندية الأوروبية الأخرى تلاحق انتقال بيكهام، ولا أحد ينسى ما عانى منه راي ويلكنز مع ميلان الإيطالي، أو بول اينس مع جاره انتر ميلان، وآيان راش وبول غاسكوين مع يوفنتوس ولاتسيو الايطاليين ايضاً، ومارك هيوز مع برشلونة، وستيف مكمنمان مع ريال مدريد... وهلم جراً.