أعلنت اسرائيل التزامها وقف سياسة الاغتيالات ضد القادة السياسيين ل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، في مؤشر الى "حلحلة" الموقف المتأزم الذي خلفته محاولتها الفاشلة لاغتيال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي الاسبوع الماضي. وبدا هذا الالتزام ثمرة زخم ديبلوماسي اميركي في المنطقة فيما يستعد وزير الخارجية الاميركي كولن باول لزيارة اسرائيل والأراضي الفلسطينية في نهاية الاسبوع لتأكيد جدية التزام الولاياتالمتحدة دفع خطة "خريطة الطريق" الى أمام. وفيما كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس مجتمعاً مساء امس في غزة مع لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية التي تضم ايضاً حركتي المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي، انتهى الاجتماع الامني الفلسطيني - الاسرائيلي ولم تكن اجواؤه ايجابية، اذ انتقد مصدر فلسطيني انتقد "المفهوم" الاسرائيلي للانسحاب من قطاع غزة وبيت لحم، ووصفه بأنه "غير مقنع وغير مجد ويثير استفزاز الجمهور الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية". واوضح ان الجانب الاسرائيلي تحدث عن انسحاب "هو الاحتلال نفسه في مضمونه"، مشيراً الى ان الاسرائيليين اقترحوا "السماح لبعض السيارات بالمرور قرب مجمع مستوطنات غوش قطيف بينما نطالبهم الفلسطينيون بحرية الحركة على طريق صلاح الدين الرئيسي بين رفح وبيت حانون والانسحاب من بيت حانون". في غضون ذلك أكدت السيدة سهى عرفات ل "الحياة" أن زوجها الرئيس الفلسطيني "لم يعد إلى فلسطين ليتركها ما دام حياً"، وأن "أي حديث عن تركه الأراضي الفلسطينية اليوم أو غداً أو في المستقبل حديث ملفق وعار عن الصحة". راجع ص5 وعلى رغم ان اسرائيل اعلنت التزاماً مشروطاً بوقف الاغتيالات "إلا في حالات استثنائية"، إلا أنها تعهدت خصوصاً عدم اغتيال قادة حركة "حماس". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية ان الالتزام جاء بعد زيارة "سرية" لمسؤول جهاز الاستخبارات الداخلي شاباك آفي ديختر الى واشنطن بطلب اميركي. واشارت الى ان ديختر التقى مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس وسيلتقي مدير "وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية" سي آي اي جورج تينيت. واوضحت ان واشنطن غير راضية على توسيع مصطلح ال "قنبلة موقوتة" الذي تستخدمه اسرائيل للإشارة الى فلسطينيين ينوون تنفيذ عمليات عسكرية ضدها. وطالبت واشنطن اسرائيل بتوضيح ما تعنيه بهذا المصطلح. 3 "قواعد سلوك" اميركية لاسرائيل ومساء امس بثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان دوف فايسغلاس مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عاد من واشنطن وفي جعبته عدد من "قواعد السلوك" الملزمة لاسرائيل بهدف صون وقف النار. وقال المراسل السياسي للقناة، الموثوق به عادة، ان بين تلك القواعد: اولاً، ان تبدي اسرائيل حساسية اثناء المفاوضات بعدم تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة ومكثفة، وثانياً ان لا تبادر الى اغتيالات وانما ترد فقط بهدف منع خرق وقف النار، وثالثاً ان لا ترد عسكرياً على هجمات مسلحة اذا تبين لها ان السلطة الفلسطينية بذلت جهداً حقيقياً لمنعها على ان تترجم الجهود الى اعتقال المنفذين والمخططين. وأكد جون وولف مسؤول لجنة الرقابة على تنفيذ "خريطة الطريق" خلال لقائه مع وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في رام الله. وقال شعث ان المسؤول الاميركي اكد له ما اكده لرئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن في غزة "إصرار أميركا على تنفيذ الخطة في أقرب وقت ممكن والبدء بذلك فوراً والوصول الى وقف العنف بسرعة". واضاف شعث ان وولف "وعدنا بأن تكون هناك سرعة لحركة المراقبين الذين حضروا معه في أي موقع يشهد اشكالات في العمل". وكان المسؤولون الاميركيون نشّطوا في الأيام الأخيرة لقاءاتهم مع مسؤولين اسرائيليين في واشنطن، بينهم فايسغلاس، وأبدوا اصراراً على ضخ مزيد من الزخم في اتصالات وولف في القدسورام اللهوغزة، وذلك من خلال زيارة لم تكن مقررة للوزير باول قبل مشاركته في اجتماع لأطراف اللجنة الرباعية في العقبة الاحد المقبل تعقبها زيارة لكوندوليزا رايس نهاية الشهر الجاري. ويذكر ان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن في قمة العقبة اسناد مهمة متابعة تنفيذ "خريطة الطريق" الى باول ورايس بصفتهما مندوبين شخصيين عنه. وأكد وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم ان باول سيزور اسرائيل الجمعة. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي يسعى رئيس الوزراء الفلسطيني الى الحصول على ضمانات اميركية بوقف الاغتيالات تمهيداً للتوصل الى اتفاق لوقف النار مع "حماس" وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية. واكدت مصادر فلسطينية ان عباس طالب خلال لقائه مع وولف أمس بهذه الضمانات.