حذر وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، من خطر تحول الوضع في العراق إلى ما يشبه وضع أفغانستان، إذا لم يتم كسب السلام سياسياً، بعد حسم الحرب عسكرياً. وقال بعد اجتماع عقده مع نظيره الألماني يوشكا فيشر، ومشاركته في ندوة سياسية في برلين أمس، إن مرحلة ما بعد الحرب في العراق سيحددها عاملان رئيسيان: الوضع داخل العراق وتطور عملية السلام في الشرق الأوسط. وأشار إلى أنه بحث مع فيشر في أزمة الشرق الأوسط والوضع في العراق بعد الحرب، وأزمة الغرب مع إيران بسبب منشآتها النووية، داعياً إلى تطبيق "خريطة الطريق" والالتزام ببنودها "أي انهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس مع ايجاد حل عادل لمسألة اللاجئين". وطالب بتوسيع الخريطة "لتشمل المسارين السوري واللبناني قبل الحديث عن علاقات طبيعية مع دولة إسرائيل". واكتفى فيشر بدعوته الأطراف المعنية إلى تنفيذ "خريطة الطريق" في أسرع وقت، مشيراً إلى أن "المانيا وأوروبا ستساهمان في دفع هذه العملية إلى أمام ديبلوماسياً". وعن الأزمة مع إيران، قال وزير خارجية قطر إن المسؤولين الإيرانيين أكدوا للدوحة "أنهم لا يسعون إلى امتلاك القنبلة النووية"، وأنه يأمل بذلك، وبأن تسمح طهران للمفتشين الدوليين بزيارة منشآتها النووية للتأكد من خلوها من أي برنامج عسكري. وفي حديثه عن الوضع في العراق، بدعوة من "مؤسسة فردريش ايبرت" القريبة من الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم في المانيا، أبدى الوزير القطري قلقاً من تطور العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية، ملاحظاً أن "عدم كسب السلام سياسياً، وتخفيف معاناة الشعب وتمكينه من ممارسة حقه الطبيعي في تقرير مصيره، وعدم الشروع بعملية الإعمار والتأهيل، تزيد خطر تحول عدد كبير من الناس إلى الأعمال الإرهابية، ما يهدد بتحول العراق إلى أفغانستان أخرى". ودعا إلى العودة إلى "إطار الشرعية الدولية بمساهمة فعلية من الأممالمتحدة كي تكون الحكومة العراقية الجديدة قادرة على اكتساب الشرعية والصدقية عربياً ودولياً".