أكد وزير الخارجية الالمانى يوشكا فيشر ضرورة مساهمة حلف شمال الاطلسى والاتحاد الاوروبى ومعه حكومات الدول العربية لايجاد صيغ مرضية من أجل حل النزاع فى الشرق الاوسط0 واشار فى كلمة افتتح بها مؤتمر سفراء المانيا فى العالم صباح أمس الى أن المنطقة التى تعد جارة استراتيجية للاتحاد الاوروبى لها علاقاتها المتميزة مع اوروبا منذ عصور عميقة فى التاريخ يجب أن تكرس الجهود من أجل ايجاد مخرج لحل النزاع العربى الاسرائيلى والفلسطينى الاسرائيلى وانه بدون تفاعل قوي بين الاتحاد الاوروبى وحلف شمال الاطلسى من أجل حل النزاع فى المنطقة فان جميع الجهود ستذهب سدى0 وشدد فيشر على ضرورة كسب ثقة الشعوب العربية التى تنظر الى اوروبا منذ حوادث 11 سبتمبر وقبلها نظرة ريبة اذ ان الحرب ضد المنظمات الارهابية حرب تستهدف كيان الاسلام والشعوب العربية من خلال نظرة الكثير من أبناء الدول العربية لاوروبا00 مشيرا الى أن المساعدات يجب أن لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية فحسب بل تتعداها الى الجوانب التقنية والعلمية والسياسية أيضا0 وأشار فيشر الى أن حوادث 11 سبتمبر من عام 2001 وما تبعها من أعمال ارهابية كان اخرها عملية احتجاز الرهائن فى بيسلان الروسية وقتل اكثر من 400 شخص معظمهم من الاطفال تعطى اوروبا والمجتمع الدولى درسا هاما وهو أن النزاع فى القوقاز يجب أن يحل عبر الطرق السياسية وان السلاح يزيد العنف والارهاب والعنف المضاد نافيا فى الوقت نفسه التزام المانيا الحياد الى جانب روسيا فى هذا النزاع ومعلنا ان الحوادث التى وقعت فى الولاياتالمتحدةالامريكية كانت بمثابة دخول العالم القرن الواحد والعشرين مع حرب ضد منظمات ارهابية عملت على زعزعة العالم وتريد ايقاع حرب بين الثقافات0 واشار فيشر الى ضرورة الحيلولة دون هذه الحرب التى قال انها ستنجم عنها حربا مسلحة يكون الخاسر فيها جميع الاطراف مشيرا الى ضرورة اللجوء الى الحوار الثقافى البناء بين العالمين الاسلامى والمسيحى وذلك من أجل التفاهم بشكل يؤدى الى الحيلولة دون وقوع هذه الحرب. ونفى فيشر تأييد بلاده الكيان الاسرائيلى ضد الاطراف العربية.. مشيرا الى أن علاقات المانيا الخاصة ومسئوليتها تجاه الكيان الاسرائيلى يأتي من قبل تاريخ المانيا تجاه اليهود فى اوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية. واكد ان الحوار المباشر بين الفلسطينيين والكيان الاسرائيلى يمكن أن يوءدى الى حل سلمى للنزاع فى الشرق الاوسط وقال أن اعلان رئيس حكومة اسرائيل انسحابه من غزة يعد خطوة أساسية لحل المشكلة الفلسطينية والنزاع فى تلك المنطقة وأن على الاطراف العربية أن تلجأ الى الحوار الذى لا بديل عنه وان الحرب فى المنطقة اذا اندلعت فان خطرها سيشمل العالم كله. وأعرب فيشر عن أمله فى عودة الاستقرار الى ربوع العراق.. مشيرا الى ان المباحثات التى ستجرى مع الرئيس العراقى غازى الياور هذا الاسبوع فى برلين يمكن أن تبلور العلاقات الالمانية العراقية وتحدد مساهمة المانيا فى اعادة تعمير بعض المرافق الحيوية فى العراق موءكدا أن المانيا تريد روءية العراق وقد عاد سليما ومعافى الى سابق عهده. واعلن فى الوقت نفسه عن خشيته من تفاقم الوضع هناك من خلال سقوط المزيد من الضحايا. وناشد فيشر ايران ضرورة حوارها الايجابى مع الاتحاد الاوروبى والاستجابة الى نداءات العالم بوقف سباقها الذرى وتطوير برامج اسلحتها النووية وذلك من أجل رأب الصدع الذى يمكن أن يلحق الاذى باستقرار ايران.. مؤكدا حرص المانيا على تقوية علاقاتها مع ايران وحوارها الايجابى معها. وحذر فيشر من استبعاد تركيا من دخول الاتحاد الاوروبى.. مشيرا الى أن الاوروبيين وعدوا تركيا دخول الاتحاد منذ تأسيسه قبل 40 عاما وان استبعادها عن اوروبا يضر بأوروبا ويجعلها بنظر الشعوب الاسلامية متعصبة للمسيحية مناوئة للاسلام.. مؤكدا أن المانيا ستواصل دعمها لدخول تركيا الاتحاد الاوروبى ومنتقدا أولئك الذين يريدون اقامة الاتحاد الاوروبى علاقات خاصة مع تركيا دون دخولها الاتحاد الاوروبى.