قال يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا السابق إن واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 شنت ثلاث حروب: الأولى ضد تنظيم القاعدة، والثانية في أفغانستان، والثالثة في العراق. والواقع أن الولاياتالمتحدة خاضت أول حربين مرغمة، ولكن الثالثة كانت نتيجة لقرار عمدي ومدبر اتخذه الرئيس السابق جورج دبليو بوش. وأضاف فيشر لصحيفة «دي فيلت» الألمانية أن حرب بوش ضد صدام غيرت الشرق الأوسط جذريا بالفعل، ولكن ليس كما تصور بوش. فقد خلصت دراسة أجرتها صحيفة فاينانشال تايمز لعملية «حرية العراق» إلى أن الولاياتالمتحدة فازت بالحرب، وإيران فازت بالسلام، وتركيا فازت بالعقود. وسياسيا، كانت إيران الرابح الأكبر من حرب بوش. فقد تبخر عدوها الأول صدّام حسين على يد عدوها الثاني الولاياتالمتحدة، التي قدمت لإيران فرصة ذهبية لبسط نفوذها إلى خارج حدودها الغربية للمرة الأولى منذ عام 1746. وكانت حرب العراق أيضا بمثابة النذير ببداية انحدار أمريكا النسبي لاحقا. وأكد أن الخطر الأعظم الذي يتهدد المنطقة حاليا يتلخص في عملية التفكك الوطني التي أفرزتها الحرب الأهلية الدائرة في سورية، والتي تهدد بالانتشار ليس فقط إلى العراق، بل وأيضا إلى لبنان والأردن. وتتجلى خطورة الحرب الأهلية الدائرة في سورية في أن الأطراف على الأرض لم تعد هي القوى المحركة. فالآن تحولت الحرب إلى صراع على هيمنة إقليمية بين إيران وتركيا وغيرها على الجانب الآخر. ونتيجة لهذا فإن الشرق الأوسط أصبح عرضة لخطر التحول إلى بلقان القرن الحادي والعشرين.