حتّى الأسابيع القليلة الماضية كان المخرج المغربي حكيم نوري ينادي بحذف جوائز مسابقة المهرجان الوطني السابع للفيلم الذي تحتضنه مدينة وجدة هذه الأيام، لكنه قرر اليوم ألا يسحب فيلمه "قصة حب" من المسابقة لئلا يحرم طاقمه الفني والتقني من التنافس. حكيم نوري لم يكن المدافع الوحيد عن فكرة إلغاء الجوائز، فهناك عبد القادر لقطع أيضاً الذي يشارك بفيلم جديد تحت عنوان "وجه لوجه" عن سيناريو لنور الدين الصايل مدير القناة الثانية "دوزييم". وكان لقطع عانى من "تعامل مافيوزي" على حد تعبيره في الدورة الخامسة حينما شارك بفيلمين ممتازين حازا إعجاب النقاد وجمهور القاعات السينمائية في المغرب، لكنه مع ذلك خرج من المسابقة خالي الوفاض. أما الجيلالي فرحاتي فأكد بدوره في برنامج تلفزيوني أخيراً أن "مثل هذه المسابقات لا تجلب لنا غير العداء". نبيل عيوش صرح هو الآخر بأن التنافس على جوائز المهرجان الوطني الهزيلة لا يعني له شيئاً. فالخمسة آلاف دولار المخصصة للجائزة الكبرى، والألفا دولار المخصصة لجائزة الإخراج لا تُسيل لُعاب المخرج الشاب الذي قرر عدم المشاركة بفيلمه المثير للجدل "لحظة ظلام" الذي فقد بريقه السابق بعدما شاهده المغاربة على شاشة قناة "آرتي" الفرنسية - الألمانية الشهر الماضي وأجمعوا على ضعفه. إجماع السينمائيين المغاربة الكبار على ضرورة حذف الجوائز لا يبدو بريئاً. فمحركه التخوف من الأسماء الجديدة الآتية بأفلام يبدو أنها ستقول كلمتها هذه الدورة. فوزي بنسعيدي يأتي إلى وجدة مباشرة من كان، وهناك من يرشحه للجائزة الكبرى. المخرجة الشابة نرجس النجار هي الأخرى خلَّف فيلمها الأول "العيون الجافة" أصداء طيبة في مهرجان كان حيث شاركت في فقرة "نصف شهر المخرجين". وهناك داود أولاد السيد الذي يشارك بفيلمه الثاني "عود الريح" الذي سبق له أن انتزع جائزة مهرجان الرباط، من دون أن ننسى كمال كمال الذي يشارك بفيلمه الأول "طيف نزار". ويبدو أن مقاطعة الأخوين سعد وعمر الشرايبي لدورة وجدة لم تثر أي ضجة كما كان متوقعاً، خصوصاً بعدما صرّح عبد اللطيف العصادي عضو الكتابة الدائمة للمهرجان في الندوة الصحافية أن لا علاقة لغيابهما بموقف غرفة المنتجين المغاربة التي يترأسها سعد من المركز السينمائي المغربي. وأضاف العصادي أن "غياب المخرجين المذكورين يعود إلى ارتباطهما بالتصوير هذه الأيام"، وهو التصريح الذي لم يرد عليه الأخوان الشرايبي. وهناك ضيف فاجأ الجميع بعودته، وهو المخرج نبيل لحلو الذي عاد بعد غياب طويل بفيلمه الجديد "سنوات المنفى". فهل سيحصل هذا السينمائي القديم الذي اكتفى بالمسرح كمنفى اختياري في السنوات الأخيرة على إحدى جوائز المهرجان؟