أصبح الحديث النقدي عن التجارب السينمائية المتنوعة التي تتكاثر في هذه الأيام لدى المخرجين المغاربة يعرف حاضراً بقوة في الساحة الثقافية الفنية على وجه العموم وفي المجال السينمائي المغربي في شكل خاص، حيث بدأت خلال السنوات الأخيرة، تصدر العديد من الكتب النقدية التي تسير في هذا الاتجاه من لدن مجموعة من الجمعيات المغربية التي تهتم بمجال السينما وتقوم بتسليط الضوء حول هذه التجارب، بغية الإحاطة بها في شكل كلي وتقديمها للقراء، انطلاقاً من وجهات نظر النقاد السينمائيين. وصدرت كتب نقدية متعددة حول تجارب كل من المخرجين السينمائيين المعروفين مثل عبدالقادر لقطع ومصطفى الدرقاوي والجيلالي فرحاتي وفريدة بليزيد وعبدالرحمان التازي وسعد الشرايبي وحكيم بلعباس و فوزي بنسعيدي ونبيل عيوش وغيرهم. تنوع في الآراء و في ظل هذا التقليد النقدي السينمائي الجميل الذي بدأ يعرفه المشهد النقدي السينمائي المغربي، صدر هذا العام كتاب نقدي باللغتين العربية والفرنسية حول تجربة المخرج السينمائي لطيف لحلو حمل عنوان «لطيف لحلو، عميد السينما المغربية»، وذلك ضمن منشورات الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة. وقد أشرف على الكتاب الناقد السينمائي خالد الخضري وشارك فيه مجموعة من نقاد السينما بالمغرب مثل محمد صوف الذي كتب عن المخرج لطيف لحلو باعتباره شاعراً ينظم بكاميرا، وأحمد سيجلماسي الذي كتب مقالاً حمل عنوان: «لطيف لحلو: ذو المعطف السوسيولوجي في السينما المغربية» وبوشتى فرقزيد الذي توقف عند صورة الآخر في فيلم «الدار الكبيرة»، وهو ما قام به أيضاً خالد الخضري، إذ توقف عند الفيلم ذاته، لكن من خلال اعتباره دراما اجتماعية بمذاق مغربي. في حين تناول عبدالمجيد سداتي بنية الجسد واللغة في فيلم آخر للمخرج لطيف لحلو، هو «سميرة في الضيعة». كما نجد أيضاً محمد الخيتر يتناول محاكاة العزلة في قلب المجتمع في سينما المخرج لطيف لحلو، وذلك من خلال فيلمه «سميرة في الضيعة». في حين تناول محمد اشويكة البعد الجنساني في هذه السينما من خلال الفيلم ذاته. أما بالنسبة إلى عمر بلخمار فقد توقف عند مسار المخرج لطيف لحلو في مقال عنه حمل عنوان «لطيف لحلو: الثقافة والاحترافية والإتقان». وخُتم القسم العربي من هذا الكتاب بحوار مع المخرج لطيف لحلو أجراه معه خالد الخضري. هذا بالإضافة إلى بطاقة تقنية تم فيها تقديم سيرة المخرج لطيف لحلو وفيلموغرافيا خاصة بأفلامه السينمائية القصيرة منها والطويلة والجوائز التي حصل عليها، من دون نسيان الإشارة أيضاً إلى أعماله التلفزيونية والأعمال الأخرى التي قام بإنتاجها أو ساهم في عملية الإنتاج لها. وفيما يتعلق بالقسم الفرنسي من هذا الكتاب، نجد المقالة التي كتبها الناقد السينمائي محمد باكريم عن هذا المخرج والتي حملت عنوان «لطيف لحلو: السينمائي، المواطن الإنساني» والشهادة التي كتبها عنه زميله المخرج السينمائي سعد الشرايبي، كما نجد دراسة للناقد يوسف أيت همو حول فيلمه «الدار الكبيرة»، والدراسة الأخرى التي كتبها الناقد بوبكر الحيحي حول فيلمه «سميرة في الضيعة» والدراسة التي كتبها الناقد السينمائي الكندي هينيك بالاس حول الفيلم ذاته، بالإضافة إلى الحوار الذي أجراه معه خالد الخضري لكن هذه المرة باللغة الفرنسية. مع وجود البطاقة التقنية ذاتها باللغة الفرنسية والتي سبقت الإشارة إليها في حديثنا عن القسم العربي من الكتاب. هكذا يأتي هذا الكتاب النقدي السينمائي محتفلاً بتجربة هذا المخرج السينمائي المغربي الذي أغنى الفيلموغرافيا المغربية بمجموعة من الأفلام السينمائية التي حظيت بالمشاهدة الكبيرة من لدن الجمهور المغربي وبالمتابعة النقدية المتعددة من لدن نقاد السينما في المغرب.