} شيع آلاف الفلسطينيين الشهيد رائد الكرمي الذي فتحت عملية اغتياله الباب لعمليات انتقامية، ما دفع اسرائيل الى اعلان حال تأهب قصوى في صفوف اجهزتها الامنية، خصوصا بعد تهديد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بتنفيذ عمليات في عمق اسرائيل ما لم يرفع الحصار عن الرئيس ياسرعرفات. من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء ارييل شارون ان اسرائيل تعيش "في اكثر المراحل راحة من الناحية السياسية"، مجددا تمسكه بأيام الهدوء السبعة رغم تصعيده العسكري المتواصل. في غضون ذلك، قتل اسرائيلي واسرائيلية في هجومين منفصلين في الضفة الغربية. ة قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز ان التفاهم الذي توصلت اليه السلطة الفلسطينية مع "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" في شأن وقف اطلاق النار "ألغي"، معلناً حال استنفار قصوى في صفوف اجهزته الامنية لمواجهة احتمالات ردود فعل فلسطينية مؤلمة رداً على عملية اغتيال رائد الكرمي مسؤول "كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكري لحركة "فتح" وعلى تدمير منازل مئات الفلسطينيين وتشريدهم في العراء في طقس شديد البرودة. وأشار موفاز امام لجنة "الخارجية والامن" التابعة للكنيست امس الى وجود "انذارات استخبارية" لاحتمالات وقوع موجة جديدة من "الهجمات الارهابية" في عمق اسرائيل وفي الضفة الغربية وقطاع غزة. واضاف ان جهات فلسطينية نجحت في تهريب صاروخ "القسام 2" الذي اعلنت حماس في وقت سابق انها طورته في قطاع غزة الى الضفة الغربية، مضيفاً ان السلطة الفلسطينية تواصل جهودها لضرب اسرائيل. وتتزامن تصريحات موفاز مع خروج الاف الفلسطينيين في مسيرة غضب وحزن وسخط لتشييع جثمان رائد الكرمي الذي اكدت مصادر اسرائيلية تورط الاجهزة الامنية الاسرائيلية في اغتياله رغم محاولة المستوى السياسي نفي علاقته بعملية الاغتيال. وتوعد عشرات الفلسطينيين المسلحين الذين شاركوا في الجنازة من رفاق الشهيد الكرمي بالانتقام لمقتله. وترك الكرمي 30 عاماً وهو وحيد والديه، طفلته الصغيرة فلسطين وزوجته الحامل خلفه. ورغم صيحات الغضب الداعية الى الانتقام، اكدت حركة "فتح" التزامها قرار وقف النار الذي اعلنته السلطة من جانب واحد مع تأكيد ان "للصبر حدوداً". وغصت الاراضي الفلسطينية ببيانات متناقضة صدرت عن اكثر من جهة او تنظيم فلسطيني تعلن في بعضها تعليقها وقف اطلاق النار وأخرى تؤكد التزامها بها. ومن بين هذه الجهات حركة "حماس" التي كانت أكدت في بيان سابق انها لن تشن عمليات داخل اسرائيل. وهددت في بيان مقابل باستئناف هذه الهجمات اذا استمرت اسرائيل بفرض حصارها على عرفات وتقييد حركته داخل رام الله حيث هو محاصر منذ الشهر الماضي. وأكدت ان هذه العمليات "ستزعزع الكيان الصهيوني". وأكدت مصادر صحافية اسرائيلية ان الحكومة الاسرائيلية تدرك جيداً ان اغتيال الكرمي فتح الابواب مجدداً لأعمال العنف من جانب الفلسطينيين. ونقل المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" شمعون شيفر عن بعض المسؤولين في الحكومة ان شارون نقل لاعضاء حزبه نبأ مقتل الكرمي بنصف ابتسامة، مشيراً الى ان السلطة الفلسطينية ابلغت الاوروبيين انه معتقل لديها وهو حر. وقال الوزير العمالي الاسرائيلي افرايم سنيه ان الكرمي كان "قنبلة موقوتة ويجب استهداف القنيلة الموقوتة طوال الوقت". من ناحيته، رأى شارون ان اسرائيل تعيش "في اكثر المراحل استراحة من الناحية السياسية" موضحا ان "العالم يفهم جيدا الان معنى الارهاب والخطر الذي يكمن في ضلوع السلطة الفلسطينية فيه"، مشدداً في تصريحات ادلى بها خلال زيارته لمقر الشرطة الاسرائيلية في مدينة القدس على تشبثه بضرورة مرور "سبعة ايام من الهدوء التام" قبل الشروع في اي محادثات سياسية. وبدا ان اسرائيل ضمنت بقاء المبعوث الاميركي الخاص الجنرال انتوني زيني بعيدا عن المنطقة و"داخل البيت" كما اشارت بعض المصادر الاسرائيلية خوفا من ان يدخل مجدداً بين الفلسطينيين والاسرائيليين في موجة جديدة من العنف والعنف المضاد. وفي هذا الشأن، اكد الوزير صائب عريقات ل"الحياة" ان الاميركيين لم يبلغوا الجانب الفلسطيني بالغاء زيارة زينيو التي كانت مقررة الجمعه المقبل. وحملت السلطة اسرائيل مسؤولية أي تدهور في الوضع الامني بسبب سياسة الاغتيالات وتدمير منازل الفلسطينيين. وقال مسؤول جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية جبريل الرجوب ان الهدوء يقلق شارون لأنه يعني انه سيرغم على تنفيذ استحقاقات تفاهمات "ميتشل" و"تينيت". وحذر امين سر حركة "فتح" في الضفة مروان البرغوثي امس من تجدد المواجهات اثر اغتيال الكرمي، وقال: "هذه خطة سياسية ينفذها الجيش وتقضي باطاحة الرئيس عرفات وتقويض السلطة والقضاء على رموز السلطة". وفي ضوء اجواء الترقب، ادت سلسلة من الانفجارات البعيدة شمال اسرائيل الى ارغام المئات على النزول الى الملاجئ. ونقلت الاذاعة عن شهود ان انفجارات قوية ترددت لفترة، ما اوهم السكان بان المنطقة تتعرض للقصف. وكان "حزب الله" اعلن في بيان ان "وحدة الدفاع الجوي في المقاومة الاسلامية تصدت للطائرات الحربية الاسرائيلية المعادية التي انتهكت السيادة اللبنانية فوق القطاع الاوسط". قتيلان اسرائيليان الى ذلك اف ب، افادت الشرطة الاسرائيلية انه عثر امس على جثة مسن اسرائيلي مقتول بالرصاص في بيت ساحور وانها سلمت جثته الى السلطات الاسرائيلية. واعلنت "كتائب شهداء الاقصى" التابعة ل "فتح" مسؤوليتها عن قتل الاسرائيلي الذي وصفته في بيان بانه "ضابط مخابرات صهيونية". وبعد ساعات، قتلت اسرائيلية واصيبت اخرى بجروح بالغة عندما اطلق فلسطينيون النار عليهما عند مدخل مستوطنة جفعات زئيف قرب رام الله.