نفى الجيش السوداني بشدة أن يكون متمردو دارفور قتلوا 500 من أفراده وأسروا 300 آخرين ودمروا ثلاث دبابات في معركة قرب مدينة كتم في غرب البلاد، كما أكدت قيادتهم أخيراً. وتتجه السلطات السودانية الى اغلاق الحدود، مع ليبيا وافريقيا الوسطى لإنجاح حملتها العسكرية في دارفور. ووصف الناطق باسم الجيش السوداني الفريق محمد بشير سليمان ادعاء "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب البلاد قتل واصابة وأسر مئات من قواته بأنه "مجرد فرقعة اعلامية وأكاذيب مقصودة". وقال ان مجموعة استطلاع من الجيش كانت تتجه الى شمال مدينة كتم "في مهمة استطلاعية اشتبكت مع قوة من عصابات النهب المسلح، وتمكنت من دحرها ومواصلة مهمتها وعادت الى مواقعها سالمة"، مؤكداً ان الجيش "يملك زمام المبادرة في ولايات دارفور" الغربية. وكان الأمين العام ل"حركة تحرير السودان" منى اركو مناوي أعلن قبل يومين ان مقاتليه دمروا قوة للجيش قرب كتم، مما أوقع 500 قتيل و400 جريح و300 أسير مع تدمير ثلاث دبابات والاستيلاء على سيارات. وذكر ان الحكومة أوفدت وزير التربية والتعليم أحمد بابكر نهار للتفاوض معهم واشترط سحب الجيش من شمال دارفور كبادرة حسن نية. وعاد الى الخرطوم أمس، وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين من طرابلس بعد زيارة قصيرة. وأعلنت وزارة الداخلية ان حسين اتفق مع المسؤولين على وقف الرحلات البرية بين البلدين، مما يعني ضمناً اغلاق الحدود بينهما. وعاد وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح أمس من افريقيا الوسطى المجاورة حيث قام بمهمة مماثلة لتأمين الحدود، ومنع تسلل المتمردين أو وصول المؤن اليهم لضمان نجاح الحملة العسكرية التي تقودها الحكومة للقضاء عليهم. الى ذلك، أفرجت السلطات عن القيادي في حزب "الأمة" المعارض الدكتور ادم موسى مادبو بعد اعتقاله لمدة يومين. وتتهم الحكومة مادبو الذي ينتمي الى دارفور بتحريض طلاب حزبه على حمل السلاح في وجه الحكومة. وأتهم مادبو بأنه خاطب طلاباً بقيادة نجله مادبو وحضهم على دعم متمردي دارفور. واعتقلت السلطات أيضاً مستشار الرئيس السابق لشؤون السلام مسؤول التنظيم في حزب المؤتمر الشعبي الاسلامي المعارض آدم الطاهر حمدون الذي ينتمي الى دارفور. وأعلن الحزب ان حمدون اعتقل بعد حوار حكومي غير رسمي معه قاده وزير الطاقة الدكتور عوض الجاز ركز على أحداث دارفور. واتهم الحزب السلطات باعتقال 15 من كوادره في غرب البلاد بينهم وزيران سابقان.