دعا الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الى تغيير التصور الاميركي الحالي بشأن العراق ووضع تصور مختلف بشأن مستقبله، مشيراً الى ان العراق "لا يزال يعاني من الفراغ السياسي وعدم الاستقرار الناجم عن غياب السلطة المركزية وعدم وضوح الرؤية المستقبلية حيال تشكيل الحكومة الوطنية الانتقالية". وقال الامير سعود في مؤتمر صحافي عقده في الرياض امس ان الحرب على العراق أثرت في علاقات السعودية والولاياتالمتحدة "التي تمر بمرحلة انتقالية". واضاف رداً على سؤال ل "الحياة" عن انعكاسات الحرب: "كل العلاقات الثنائية والاقليمية وحتى العربية تأثرت، لكننا سعداء بأن الاتصالات بين المملكة والولاياتالمتحدة تكثفت في الفترة الاخيرة وسيكون لذلك اثره في اعادة التركيز على ثوابت علاقاتنا لأن التلاقي والتشاور هما وسيلة للتعرف الى المصالح المشتركة وكيفية خدمتها حتى في فترات الازمات". واشار في هذا الصدد الى زيارة مرتقبة لوزير الخارجية كولن باول للرياض الاسبوع المقبل، متمنياً ان تسفر ليس عن توضيح للرؤى بالنسبة الى مستقبل العراق فحسب وانما ايضاً عن التعرف الى الخطوات الاجرائية المطروحة لتنفيذ مشروع خريطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط"، وشدد على ضرورة الاسراع في السير في تنفيذ "الخريطة". وفي الشأن الداخلي اكد الامير سعود مواصلة الحكومة السعودية نهجها الاصلاحي "بمقدار ما تتطلبه مصلحة الشعب السعودي بعيداً عن أي ضغوط سياسية" وبالنسبة الى العراق قال "في الحقيقة ليست لدينا معلومات مفصلة عن الخطط المتخذة - من جانب الولاياتالمتحدة- لاعادة الامور الى طبيعتها، ولكن الذي نراه ونلاحظه ان حال عدم الاستقرار التي يعاني منها العراق تؤكد ضرورة ان يكون هناك تصور مختلف"، مؤكداً "ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة انتقالية في العراق تمهيداً لانشاء حكومة عراقية وطنية ودستورية ذات تمثيل واسع لابناء الشعب العراقي". واضاف انه "بموجب اتفاقية جنيف الرابعة بشأن مناطق الاحتلال فإن قوات الاحتلال عليها مسؤوليات حفظ الامن ومعالجة القضايا الانسانية واقامة حكومة انتقالية في الدولة المحتلة بأسرع ما يمكن، لذلك فمن المهم الاسراع في اقامة الحكومة الموقتة القادرة على انشاء حكومة دستورية لكي يتم تطبيع العلاقات مع العراق الجديد". وأشار الامير الى ان "اولوية المرحلة الحالية تستوجب التركيز على استتباب الامن ودعم الاستقرار الاجتماعي والمدني" معرباً عن ثقته بأن "الكوادر الوطنية العراقية قادرة على تشغيل الخدمات الاساسية وتسيير دفة الحياة اليومية في العراق". وأمل بأن يكون اقدام اللجنة الرباعية على نشر خريطة الطريق "البداية الحقيقية لطريق يفضي الى السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط الذي اكدت عليه مبادرة السلام العربية كما اقرتها القمة العربية في بيروت". ودافع الامير سعود عن الجامعة العربية وعن امينها العام ووصفه بأنه "من الكفاءات التي نتوخى منها ان تقوم بما يجب لاصلاح وضع الجامعة العربية" كما وصفه بأنه "أخ وصديق"، واعتبر الجامعة العربية "بيت العرب الكبير الذي نلتئم حوله"، وفي الوقت نفسه أبدى الامير سعود تفهمه "للحساسية التي أبدتها الكويت بسبب ما تعرضت له من احتلال على يد دولة عربية اخرى" ودعا الى حل الخلاف بين الامين العام للجامعة العربية والكويت بعيداً عن وسائل الاعلام.