يعتبر المجلس المحلي الذي اقامه الشيخ مزاحم التميمي في البصرة بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين، مثالاً لما يمكن ان تكون عليه السلطات المحلية الانتقالية في مدن أخرى عراقية، فيما ينتقد المثقفون البريطانيين لاختيارهم بعثياً على رأس هذا المجلس المحلي. ومع انهيار سلطة صدام، استفاد الشيخ مزاحم التميمي، العضو السابق في حزب "البعث" من فراغ السلطة فأعطى نفسه صلاحيات مدنية بدعم من القوات البريطانية. لكن اعضاء هذا المجلس المحلي ينتظرون تشكيل حكومة في بغداد على امل تثبيتهم في مواقعهم التي تسلموها أمس. وقال الضابط المتقاعد ثامر كاظم العيداني سكرتير المجلس المحلي: "نحن اليوم بحاجة الى الامن. ولا يوجد أمن من دون شرطة وقضاء". وأضاف ان "الوضع يتحسن ولو ببطء"، معتبراً انه "لا يزال من الضروري القيام بأمور كثيرة. والمطلوب منا ادارة البصرة بوسائل قليلة جداً". ورحب ب"كل اصحاب النيات الحسنة"، موضحاً ان المجلس يضم اشخاصاً من كل الاتجاهات والمشارب. لكن المعارضين لتشكيلة المجلس يؤكدون انه يتألف من مسؤولين عشائريين لا يمثلون السكان. ويأمل المجلس المحلي بالحصول على دعم اضافي من الجيش البريطاني الذي نشر 25 ألف جندي في جنوبالعراق. ويستأذن ثامر من الصحافيين ليغادر مكتبه ويشارك في انتخاب مدير جديد لمحطة توليد الكهرباء قريبة من البصرة. وخلال الايام القليلة الماضية، اجريت انتخابات في العديد من منشآت الخدمات العامة لاختيار مسؤولين جدد يخلفون المسؤولين البعثيين. وغالباً ما يعين اشخاص مشهود لهم بالكفاءة في المناصب الخالية. ويرفض اعضاء المجلس المحلي في البصرة التعليق على تسمية ديبلوماسي دنماركي مديراً مدنياً في منطقة البصرة. ويشهد مقر المجلس المحلي حركة دائمة، وهو كان مقراً لشركة نفط جنوبالعراق. وتجمع عشرات الاشخاص في باحة المبنى مطالبين بدفع اجورهم بينما طالب آخرون بفرص عمل او بمساعدات مالية. قادر حسن المتقاعد صب غضبه على الشيخ مزاحم لأنه لم يدفع له راتب الشهور الثلاثة الأخيرة من معاشه التقاعدي. وقال عن مزاحم: "انه لا يقوم بشيء ولا سلطة له ولا شرعية للقيام بأي عمل". وقال قبل ان يدخل المقر: "لقد باع صدام الشعب العراقي الى الاميركيين". ولا ينظر الى مزاحم بوصفه من الاوفياء لحزب "البعث"، إذ قتل النظام السابق شقيقه المعارض عام 1994. ولكن لا اجماع على شخصه، وينتقد عدد من المثقفين اختياره من البريطانيون الذين يعتبرون ان بامكان بعثي ان يتسلم منصباً، في حال كان هناك تأييد واسع له بين السكان.