أعلنت واشنطن انها ستعزز قواتها العسكرية في بغداد بأكثر من ثلاثة آلاف جندي ليصبح عددهم حوالى 15 ألفاً، ودهمت القوات الاميركية سوقاً لبيع الاسلحة في بعقوبة في شمال شرقي العراق، فيما تواجه هذه القوات مصاعب في هذه المنطقة الحدودية المجاورة لايران. ودوى انفجار ضخم أمس في بغداد لم تعرف طبيعته. دوى انفجار ضخم أمس في الضاحية الجنوبية الشرقيةلبغداد وشوهد ايضاً تصاعد دخان اسود في سماء العاصمة، ولم تعرف طبيعته. ويشتبه بأن الانفجار وقع في خندق مليء بالنفط مشابه للخنادق التي كانت القوات العراقية تشعلها لحجب الرؤية عن طائرات التحالف. الا ان سكان الحي قالوا انه لم يحصل انفجار في منطقتهم وان صبية اشعلوا النار في الخندق. الى ذلك، افاد ضباط اميركيون ان وحدتين من سلاح المشاة في الجيش الاميركي دهمتا فجر امس سوقاً لبيع الاسلحة في بعقوبة في شمال بغداد، فصادرت كمية من الاسلحة واعتقلت تسعة اشخاص. وقال ضابط اميركي ان الاسلحة التي كانت معروضة للبيع سرقت من ثكنات الجيش العراقي، موضحاً ان سكاناً من المدينة ابلغوا القوات الاميركية بوجود هذه السوق. ومن الاسلحة المصادرة مدافع هاون ورشاشات كانت قوات صدام حسين تركتها في ثكناتها بعد دخول القوات الاميركية بغداد في التاسع من الشهر الجاري. وكانت القوات الاميركية سيطرت على مدرج للطيران قرب بعقوبة السبت الماضي، وهي تواصل فرض سيطرتها على هذه المنطقة التي شهدت اشتباكات بين مجموعات مسلحة بعد سقوط النظام العراقي. وذكر عدد من سكان بعقوبة ان المدينة شهدت اعمال نهب وسرقة طيلة ثلاثة ايام بعد سقوط النظام السابق. وعززت القوات الاميركية وجودها في محافظة بعقوبة خلال الايام القليلة الماضية. وتجد القوات الاميركية صعوبة في التقدم داخل المناطق العراقية المجاورة لايران، وهي تواجه في معظم الاحيان مسلحين اشبه بالاشباح بسبب نقص المعلومات عن هويتهم ودوافعهم. وأطلقت المدفعية الاميركية ليل الاثنين - الثلثاء قذائف مضيئة في سماء بعقوبة، عاصمة محافظة ديالا المجاورة لايران، من دون ان تتمكن من القاء القبض على مجموعة من المسلحين كانوا يقتربون من بناء في وسط المدينة تتمركز فيه القوات الاميركية. وبعد ساعات انطلقت قوة تدخل سريع مؤللة من قاعدة قرب المدينة لكشف مكان اطلاق قذائف هاون استهدفتها، الا انها فشلت في كشف المهاجمين. وفي جزء آخر من المدينة سمعت وحدة من قوات المشاة دوي اطلاق نار وشاهدت ثلاثة مسلحين يفرون في ازقة ضيقة من دون التمكن من القاء القبض عليهم. ويسعى جنود من فرقة المشاة الرابعة في هذه المنطقة الى تحديد القوى المناهضة لهم فيها خصوصاً انهم لم يدخلوها الا قبل ايام قليلة. وقال الجنرال جون ميلر، قائد احدى كتائب المشاة المنتشرة في هذه المنطقة: "قد يكونون اي كان". وتخشى القوات الاميركية خصوصاً "فيلق بدر" التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية والذي يتخذ طهران مقراً له. الا ان الوضع بالنسبة الى القوات الاميركية في هذه المنطقة يبقى غامضاً، وكل ما يلاحظونه انهم يتعرضون لاطلاق نار ويردون بالمثل. ومع ان المعلومات التي تصلهم عن هوية المسلحين لا تزال قليلة الا انهم تلقوا اوامر من قيادتهم بالرد بقوة على اي مجموعة مسلحة تطلق النار عليهم. وقال الكولونيل ميلر: "عناصر بدر ليسوا قوة معادية الا انهم يتصرفون بشكل معاد ونحن نواجههم"، وأضاف: "اذا تأكدنا ان عناصر من فيلق بدر هم الذين يطلقون النار علينا سنعمل عندها على كشف كل عناصر هذا الفيلق" لالقاء القبض عليهم. الا ان عدداً من سكان بعقوبة قالوا انهم لا يكنون الود لفيلق بدر، وانهم يأملون بأن تفرض القوات الاميركية الامن في المدينة. وقال امام مسجد البلدة الشيخ ياسين محمد: "نريد الاميركيين لفرض الامن وليس للاحتلال". وفي السياق نفسه، أعلن الجنرال الاميركي غلين ويبستر في مؤتمر صحافي عقده أمس بحضور رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق الجنرال جاي غارنر ان بين ثلاثة آلاف واربعة آلاف جندي اميركي اضافي سيرسلون الى بغداد خلال الاسبوعين المقبلين لتعزيز الوضع الامني في العاصمة العراقية، وأكد ان "هذا ليس غزواً"، مضيفاً :"لدينا حالياً اكثر من 12 ألف جندي الا انكم تعلمون افضل مني ان بغداد مدينة كبيرة جداً، و12 ألف جندي يمكن بسهولة ان يضيعوا في مدينة بهذا الحجم". واوضح ان القوات الاميركية ستسير دوريات في المدينة التي لا تزال تشهد اعمال نهب بعد ثلاثة اسابيع من سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وشدد ويبستر على ان "قيادة التحالف هي السلطة الوحيدة في العراق في الوقت الحالي، وهدفنا توفير الامن والاستقرار في البلاد حتى يتمكن شعب العراق من انتخاب زعمائه وادارة شؤون البلاد من جديد". وحذر من ان الجنود الاميركيين سيستخدمون اشد القوة ضد "المجرمين". واضاف: "جنودنا مخولون باستخدام القوة بما في ذلك التي تفضي الى الموت لحماية ارواحهم وارواح المدنيين الابرياء وممتلكاتهم". وأعرب السفير الاميركي لدى كندا بول سيلوتشي عن أمله ب"استجابة كندا لطلب واشنطن المساعدة في اعادة اعمار العراق"، في مجالات الشرطة والقانون والسجون وكذلك توفير طائرات نقل.