اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ان حكومته "توصلت الى قناعة مع كل الفصائل الفلسطينية بوقف شامل وكامل لكل اعمال العنف وغيرها"، مضيفاً: "سنحقق ذلك من دون حرب أهلية". لكنه أشار الى ان "اتفاقاً في هذا الشأن لن يتحقق قبل قمة العقبة". وقال ابو مازن للقناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي: "لمسنا نية ورغبة اسرائيلية بالتقدم في عملية السلام، وسنقبل بالاقتراح الاسرائيلي بتولي المسؤولية الامنية في قطاع غزة اولا في غضون اسبوعين الى ثلاثة اسابيع". واضاف: "ابحث عن حل... وتجربة كامب ديفيد تؤكد انه من الممكن التوصل الى حل كهذا". وقبل أيام قليلة على قمة العقبة، حرص الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي على اضفاء اجواء ايجابية على اللقاء الذي عقد مساء اول من امس بين ابو مازن ونظيره الاسرائيلي ارييل شارون، على رغم عدم توصل الطرفان الى نتائج ملموسة في القضايا الامنية العالقة في "خريطة الطريق". وعمد الجانبان في تصريحاتهما الى تغييب قضايا الخلاف والتركيز على نقاط الاتفاق ومنها اعلانهما الاتفاق على اصدار "بيان مشترك" في قمة العقبة، وسلسلة من التسهيلات التي تسميها اسرائيل "بوادر حسن نية". راجع ص 7 وشملت هذه التسهيلات الافراج عن مئة معتقل فلسطيني، من بينهم "شيخ المعتقلين" واقدمهم احمد جبارة ابو السكر الذي امضى 28 عاماً في سجون الاحتلال ويعاني من امراض خطيرة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحد قادة "الجبهة الديموقراطية" تيسير خالد، اضافة الى تخفيف الحصار، وتحويل مزيد من اموال عائدات الضرائب التي تجبيها اسرائيل لمصلحة السلطة، والسماح لنحو 25 الف عامل فلسطيني بالعودة الى سوق العمالة في اسرائيل، واعطاء المسؤولين الفلسطينيين تصاريح تنقل "دائمة" بين الضفة والقطاع. وقال وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو انه جرى خلال الاجتماع التأكيد خصوصا على ضرورة انهاء الحصار غير المبرر للرئيس ياسر عرفات وتمكينه من العمل بحرية. واكد وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية نبيل شعث ل"الحياة" ان الطرفين اتفقا على اصدار "بيان مشترك" في قمة العقبة الاربعاء المقبل يعلنان فيه وقف اطلاق النار والاعتراف المتبادل بإقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية جنباً الى جنب. وقال ان الجانب الفلسطيني رفض اقتراحاً تقدم به شارون بتسلّم المسؤولية الامنية شمال قطاع غزة ترافقه اجراءات صارمة ضد فصائل المقاومة. ووصف نبيل ابو ردينة مستشار عرفات الاجتماع بأنه "تمهيدي" للقاء العقبة. وقال ل"الحياة" و"ال بي سي" ان التسهيلات الاسرائيلية "لا بأس بها، لكنها غير كافية. لدينا آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون، والحصار ما زال مطبقاً على الارض الفلسطينية. والمطلوب البدء بتنفيذ الخطة". وكان الوفد الفلسطيني توجه فور انفضاض الاجتماع الى المقاطعة لاطلاع عرفات على مضمون المحادثات. وعقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير برئاسة عرفات ومشاركة عباس اجتماعاً لها مساء امس للتحضير لقمتي العقبة وشرم الشيخ. وهذه هي المرة الأولى التي لا يشارك فيها عرفات نفسه في قمة بهذا المستوى ومنذ القمة العربية في بيروت. وعن هذا الموضوع، قال وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان حضور أبو مازن القمة "يعد تمثيلاً للسلطة الفلسطينية الشرعية التي يترأسها ياسر عرفات". وقال عبدالعزيز الرنتيسي أحد قادة "حماس" ل"الحياة" و"ال بي سي" ان الحركة بصدد اتخاذ موقف "ليس فقط في شأن الهدنة، بل في الشأن الفلسطيني ككل، وسنتوصل الى هذا الموقف خلال اليومين المقبلين، وسنخبر الأخ أبو مازن بهذا الموقف حال اتخاذه".