نقلت صحيفة روسية يملكها البليونير اليهودي الهارب بوريس بيريزوفسكي عن مصادر ديبلوماسية في موسكو تفاصيل عن خطة قيل إن واشنطن وضعتها لتوجيه ضربة تهدف إلى الإطاحة بالنظام الحاكم في إيران، انطلاقاً من العراق وجمهوريتي جورجياوأذربيجان المحاذيتين للجمهورية الإسلامية. وأفادت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الواسعة الانتشار أن البنتاغون انتهى من وضع خطة لشن عملية عسكرية واسعة تهدف إلى الإطاحة بنظام الحكم في إيران، ونقلت عن مصادر ديبلوماسية في العاصمة الروسية أن خطة وزارة الدفاع الأميركية تعتمد على تحريك انتفاضة شعبية في إيران تتزامن مع بدء العمليات العسكرية. وبحسب المصادر الروسية فإن عملية إقرار الخطة في دوائر البيت الأبيض دخلت مرحلتها الأخيرة. وأوضحت الصحيفة أن الأراضي العراقية ستكون "الجبهة الأمامية" التي تنطلق منها العمليات العسكرية، غير أن واشنطن تدرس استخدام الأراضي الجورجية والأذربيجانية، وهما الجمهوريتان القوقازيتان المحاذيتان لإيران. وذكر في هذا الإطار أن اتفاقاً تم التوصل إليه أخيراً بين واشنطن وباكو ينص على موافقة الأخيرة على نشر قوات أميركية في أذربيجان. ولفتت الصحيفة إلى أن طهران وجهت أخيراً رسالة إلى العاصمة الأذربيجانية اعتبرت السماح بنشر قوات أميركية في أذربيجان بمثابة مشاركة في عدوان محتمل ضد إيران، ولمحت إلى حقها في الدفاع عن أراضيها بما في ذلك عبر توجيه ضربات إلى مواقع أذربيجانية. وقالت المصادر الروسية إن جدلاً ساخناً يدور حالياً في باكو حول هذا الموضوع. وحذر سياسيون أذربيجانيون من أن تقديم تسهيلات إلى الولاياتالمتحدة من شأنه أن يفتح الباب على صراعات بين دول المنطقة. في حين اعتبر آخرون أن إطاحة النظام الإيراني ستؤدي إلى إنهاء التحالف الثلاثي القائم بين روسياوأرمينياوإيران في منطقة القوقاز ما يعني عزل أرمينيا وإجبارها على تقديم تنازلات في الصراع الأرميني - الأذربيجاني على قره باخ. ومن جانب آخر، فإن قيام نظام موال للولايات المتحدة في إيران سيسفر تلقائياً عن إضعاف نفوذ روسيا في منطقة القوقاز في مقابل تعزيز النفوذ التركي في هذه المنطقة ما يعود بالنفع على المشاريع النفطية بين تركياوأذربيجان التي تعارضها روسيا بشدة. ولفتت "نيزافيسمايا غازيتا" إلى جهود تقوم بها الولاياتالمتحدة من أجل حسم الجدل داخل أذربيجان منها رسالة وجهها الرئيس جورج بوش قبل يومين إلى نظيره الأذربيجاني حيدر علييف وصف فيها أذربيجان بأنها حليف استراتيجي للولايات المتحدة ووعد بتعزيز التعاون بين البلدين. وعن تفاصيل العملية العسكرية التي ستكون أهم مبرراتها بحسب المصادر الديبلوماسية منع إيران من صناعة أسلحة نووية استراتيجية، كتبت الصحيفة أن القوات الأميركية ستستخدم القواعد السوفياتية السابقة في أذربيجان وبينها قاعدتا ناسوسينا وكيو روامير الجويتان إضافة إلى مطاري باكو وغيانجي. لكن الصحيفة لفتت إلى أن كل هذه القواعد بحاجة إلى عمليات صيانة وترميم كونها تعرضت إلى الإهمال منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وبحسب معلومات الصحيفة فإن أراضي أذربيجانوجورجيا ستكون بمثابة "جبهة خلفية" تجمع فيها وحدات خاصة مهمتها القيام بعمليات تكتيكية خاطفة وكذلك فرق وطائرات التجسس إضافة إلى مجموعات الإنقاذ والإسعاف والمستشفيات الميدانية. وفي أول رد فعل رسمي نفى الناطق باسم الديوان الرئاسي الجورجي بشدة أن تكون الولاياتالمتحدة أجرت محادثات مع الجانب الجورجي في هذا الموضوع. واعتبر أن المعلومات التي نسبت إلى مصادر ديبلوماسية روسية "غير جدية". ونفت باكو صحة المعلومات التي نقلتها الصحيفة الروسية واتهم ناطق باسم الديوان الرئاسي جهات قال إن لها مصلحة في زعزعة الأوضاع في المنطقة والإساءة إلى العلاقات بين إيرانوأذربيجان. وقال إن واشنطن لم تطلب من باكو تقديم تسهيلات عسكرية كما نفى بشدة أن تكون بلاده تسلمت رسالة إيرانية تضمنت تحذيراً من السماح بنشر قوات أميركية في أذربيجان.