سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
8 أعتقلوا في سفارة فلسطين بينهم سوري ... وبلير حذر سورية وايران من التدخل . بريمر قلق من "صيغة حزب الله" في العراق ومنشورات بإسم الحوزة تهدد بعمليات انتحارية
حذر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سورية وايران من التدخل في العراق أو "دعم جماعات ارهابية" في الشرق الأوسط، فيما واجهت القوات الاميركية أمس مزيداً من التحديات مع استمرار الهجمات التي أدت الى مقتل أحد جنودها. وتظاهر مئات من رجال الدين وأئمة المساجد في بغداد مطالبين بإطلاق رجال دين، اتهموا الاميركيين باعتقالهم وب"نهب الحوزة العلمية في النجف". ووزع متظاهرون منشورات باسم جناح عسكري قالوا انه تابع للحوزة، يهدد ب"عمليات انتحارية" اذا لم تتوقف الاعتقالات. راجع ص2 و3 تزامن ذلك مع نشر معلومات اضافية عن حادث السفارة الفلسطينية في بغداد أول من امس، والتي تبين ان القوات الاميركية اقتحمتها واعتقلت بالإضافة الى القائم بالأعمال نجاح عبدالرحمن سبعة فلسطينيين وسورياً، كما انتزعت علمين. وفيما أعلن جنرال اميركي ان "الحرب لم تنته بعد"، مؤكداً ان تعزيزات سترسل الى غرب العراق لمواجهة "جيوب المقاومة التابعة للنظام" السابق، والتي ربما تضم عناصر من الحرس الجمهوري، اختتم رئيس الوزراء البريطاني امس زيارة قصيرة لهذا البلد شملت البصرة وميناء أم قصر. وربط مجدداً بين سقوط نظام صدام حسين وتحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط. وكان حذر ايران وسورية من التدخل في العراق أو دعم "جماعات ارهابية" قد تقضي على آمال باحراز تقدم في تلك العملية. وفي البصرة حيث تفقد بلير القوات البريطانية، التقى الحاكم المدني الاميركي بول بريمر والمبعوث البريطاني جون ساورز الذي صرح بأنه أبلغ رئيس الوزراء بوجود "أدلة واضحة على ان الايرانيين يحاولون وضع آلية تسمح لهم بممارسة نفوذهم هنا". وتحدث عن "تزايد مخاوف من التيار الاسلامي الشيعي الذي تدعمه عناصر ايرانية"، علماً ان بريمر كان حذّر في مقابلة بثتها شبكة "ايه بي سي" من "زيادة مضطردة في النشاط الايراني في العراق تثير القلق". واشار الى "جهود ايرانية لتكرار الصيغة التي يستخدمها حزب الله في لبنان". واوضح ان ذلك "يعني ارسال عناصر ومحاولة انشاء خدمات اجتماعية لكسب شعبية، ثم يبدأون تسليح انفسهم وينتهي الامر بمشكلة اذا ترك ليتفاقم". واعترف بأن موالين لحزب "البعث" المنحل يحاولون اعادة تنظيم صفوفهم، ورد ناطق باسم الخارجية الايرانية نافياً تدخل طهران في شؤون العراق او اي محاولة ل"فرض حكومة على الشعب العراقي او تحديد نوعها". وكان بلير اجتمع صباح امس مع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح قبل ان يتوجه الى مدينة البصرة مستقلاً طائرة عسكرية، وعاد بعد الزيارة الى الكويت مروراً بميناء ام قصر، ثم غادر الى بولندا، وهو اجرى محادثات ليل الاربعاء مع رئيس الوزراء الكويتي المفوض الشيخ صباح الاحمد. وقبل مغادرته البصرة، تحدث الى جنود اللواء البريطاني السابع المدرع امام احد قصور صدام، واصفاً الحرب على العراق بأنها "احدى اللحظات التاريخية في هذا القرن". وزاد: "تحرير البلد من صدام عمل تاريخي بالنسبة الى شعب العراق، ويفترض ان تكونوا فخورين بما فعلتم". وربط مجدداً بين سقوط النظام العراقي وتحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط، وقال: "يمكنكم ان تروا ان عملية السلام وما يحدث في اسرائيل وفلسطين، أمور تدل على بداية أمل جديد للمستقبل". الى ذلك، قال قائد القوات البرية ل"التحالف" في العراق الجنرال ديفيد ماكيرنان ان الهجمات على الجنود الاميركيين تنظمها جماعات من حزب "البعث" موالية لصدام. واضاف ان "الحرب لم تنته بعد"، وان المعارك الرئيسية الحاسمة ضد القوات العراقية النظامية انتهت "لكننا ما زلنا في حرب مع عناصر من النظام السابق ويجب التخلص منها". ورأى ان عناصر من الحرس الجمهوري ربما تكون "ضمن جيوب المقاومة التابعة للنظام السابق"، مشيراً الى ان قوات اضافية سترسل الى المناطق الغربية لمواصلة "الحرب" على تلك "الجيوب". وتطرق الى حادث السفارة الفلسطينية مشيراً الى ان الجنود الاميركيين دخلوها ضمن عملية تفتيش واسعة في حي السفارات حيث قتل احدهم. ونقلت وكالة "اسوشييتد برس" عن ماكيرنان قوله ان عدد الذين اعتقلوا في الحادث اول من امس لا يتجاوز ثمانية هم سبعة فلسطينيين وسوري. ولم يُعرف هل لأي منهم صفة ديبلوماسية وزاد ان اربع بنادق ومسدساً واربع قنابل يدوية صودرت، فيما وصف المسؤول الفلسطيني في السفارة محمد عبدالوهاب سلوك الجنود الاميركيين بأنه يشبه "تصرّف اللصوص". وفي سياق آخر، بدأت تظهر مؤشرات قوية الى عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق. ففيما اعلنت وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي اي ان الشاحنتين اللتين قيل انهما مختبران متنقلان لانتاج هذه الاسلحة لا تحتويان على اي اثر لها. وان النظام العراقي السابق قد يكون أزال بقاياها بعناية فائقة، كشف مسؤول بريطاني لاذاعة "بي بي سي" ان الملف المتعلق بالاسلحة والذي استخدمه رئيس الوزراء توني بلير كدليل على وجودها ادخلت عليه عبارات كثيرة منها العبارة التي رددها بلير في مجلس العموم ومفادها ان النظام العراقي باستطاعته تفعيل برنامج اسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقة لتصبح جاهزة للاستعمال. ونفى ناطق باسم بلير امس هذه المعلومات وقال ان الملف عرض بصيغته الاصلية ولم يضف اليه اي عبارة لاستمالة الرأي العام او النواب الذين طالب عدد منهم بإحالة القضية على لجنة تحقيق برلمانية، خصوصاً ان بلير اعتمدها اساساً قانونياً لشن الحرب على العراق. ونقلت مجلة "فاينتي فير" عن نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز قوله ان قرار الولاياتالمتحدة التشديد على قضية اسلحة الدمار الشامل لتبرير الحرب من دون غيرها من القضايا، جاء نظراً الى انها "السبب الوحيد الذي يتفق عليه الجميع".