أكدت الخارجية الإيرانية أن اتصالات أجريت في الأشهر الأخيرة بين الإيرانيين والأميركيين. وجاء ذلك تعليقاً على تقرير أميركي تحدث عن ثلاث "محادثات سرية" أجريت في شكل مباشر بين مندوبين إيرانيين وديبلوماسيين أميركيين في جنيف هذا العام، كان آخرها في الثالث من الشهر الجاري. وأشار التقرير إلى اجتماع آخر مقرر الأسبوع الحالي. وقالت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس ان هذه المحادثات تتركز على "امور عملية" تتعلق بالعراق وافغانستان وليس من اجل اعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بعد طول انقطاع. واضافت في مقابلة مع "رويترز" في واشنطن ان المحادثات التي يشارك فيها زالماي خليل زاد، مبعوث الرئيس الاميركي الى العراق، "نبعت مباشرة من الحاجة الى معالجة بعض الامور العملية المتعلقة بافغانستان، ثم امتدت الى العراق، وليس هذا انفتاحاً بطريقة ما نحو العلاقات الديبلوماسية"التي أشارت الى "العديد من العوائق" امامها، و منها "مساندة ايران للارهاب خصوصاً حزب الله، وسعيها الى امتلاك اسلحة دمار شامل. وقالت رايس ان مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعرض للخطر، لأنه "اذا وضعت الادلة على برامج ايران النووية بعضها الى جانب بعض "سيتضح عدم التزامها" اتفاقية عام 1970 بشأن حظر الانتشار النووي. وكانت واشنطن حضت الوكالة على اعلان عدم التزام ايران تلك الاتفاقية. وتحدث الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي عن "اتصالات" مع الأميركيين، مؤكداً أنها لم تتطرق البتة إلى مسألة العلاقات الثنائية، وذلك في مسايرة للتيار المحافظ في إيران الرافض للحوار أو تقديم تنازلات إلى الأميركيين. وأشار آصفي في تصريح إلى وسائل الإعلام الايرانية إلى أن اتصالات أجريت أثناء الأزمة الافغانية وبعدها 2001 - 2002، "في إطار الأممالمتحدة"، وخصوصاً أثناء مؤتمر بون حول مرحلة ما بعد "طالبان". وحرص آصفي على القول إن الأميركيين لا يراعون مبدأ "الاحترام المتبادل والمساواة" بين المتحادثين الذي يطرحه الإيرانيون شرطاً مسبقاً لاستئناف الحوار. وكانت العلاقات الديبلوماسية بين طهرانوواشنطن قطعت في 1980 بعد الثورة الاسلامية 1979 وعملية احتجاز أفراد طاقم السفارة الأميركية في العاصمة الإيرانية كرهائن. لكن الاتصالات بينهما استمرت بواسطة السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الاميركية في طهران، ووسطاء أجانب. وأثارت صحيفة "يو أس توداي" الأميركية جدلاً في طهران أمس، بعدما نقلت عن مصادر ديبلوماسية أميركية وإيرانية أن ممثلين عن الحكومتين الأميركية والإيرانية التقوا ثلاث مرات منذ مطلع العام، وحصل اللقاء الأخير في الثالث من الشهر الجاري. ونقلت عن ديبلوماسي إيراني قوله إن الجانبين يبحثان في فكرة إعادة العلاقات بين البلدين. وأضافت الصحيفة أن زلماي خليل زاد هو الذي تولى رئاسة الوفد الأميركي إلى المحادثات التي يفتتحها عادة ممثل للأمم المتحدة و"لا يبقى طوال الوقت" خلال الاجتماع بين الجانبين. ويأتي ذلك غداة تأكيد وزير الخارجية الأميركي كولن باول في القدسالمحتلة السبت الماضي، أن الولاياتالمتحدة "تقيم اتصالات" مع إيران باستمرار، لكن مسألة إعادة العلاقات الديبلوماسية غير مطروحة على جدول الأعمال. وقال باول إن بين القضايا التي بحثت، الدعم الذي تقدمه إيران إلى الجماعات الفلسطينية المتشددة المعارضة للسلام مع إسرائيل والوضع في العراق، إضافة إلى تنبيه طهران إلى انعكاسات سعيها للحصول على أسلحة نووية