أطلق أمس أحد أكثر مشاريع التجهيز العسكري الأوروبية طموحاً، بعد توقيع اتفاق بين سبع دول أوروبية وشركة "إيرباص العسكرية" لبناء 180 طائرة نقل عسكرية عملاقة من طراز "إي - 400 أم" بعيدة المدى ثمنها 23 بليون دولار، سيبدأ تسليمها سنة 2008. وتتوقع "ايرباص" بيع 200 طائرة إضافية يتجاوز ثمنها 25 بليون دولار. وقال بيان للشركة إنها تجري "مفاوضات مع جيوش عدة أبدت اهتمامها بالطائرة الجديدة". ويحسم توقيع الاتفاق، الذي جرى في بون، جدلاً استغرق أكثر من سبعة اعوام، وتركز على جدوى الانطلاق في مشروع مكلف، في وقت تتوافر بدائل لا تحتاج إلى هذا القدر من الاستثمارات المالية، كان عرضها المصنّعون الأميركيون. ومن المنتظر أن تشتري ألمانيا 60 طائرة وفرنسا 50 طائرة وإسبانيا 27 طائرة وبريطانيا 25 طائرة وتركيا عشر طائرات وبلجيكا سبع طائرات ولوكسمبورغ طائرة واحدة، على أن تكون فرنسا وتركيا أول زبونين يبدآن تسلم الطائرات سنة 2009، لتتبعهما ألمانيا وبريطانيا سنة 2010. وسيجري تجميع الطائرات المصنّعة في إشبيليا الاسبانية. وتحتفظ الشركة الأوروبية للصناعات الجوية الدفاعية والفضائية "إيه. إي. دي. أس" بنسبة 80 في المئة من "ايرباص العسكرية" في حين تملك "بريتيش ايروسبيس" العشرين في المئة الباقية. ويسمح توقيع الاتفاق بالحصول على الأموال اللازمة لبناء الطائرة العملاقة التي ستحل تدرجاً مكان قرابة 800 طائرة نقل عسكرية تكتيكية من طراز "هيركوليس سي- 130" و"سي -160 ترانسال"، تحتاج الجيوش الأوروبية إلى استبدالها في العشرين سنة المقبلة. ويحتاج تنفيذ المشروع، وهو الأول العسكري الطابع لشركة "ايرباص"، إلى قرابة ستة بلايين دولار لتمويل الأبحاث وبناء خطوط الانتاج. وكانت "ايرباص" سعت قبل عامين إلى ضمان طلبات تجاوزت 50 طائرة لإقناع المصارف بمنحها التمويل اللازم لبناء طائرتها المدنية العملاقة من طراز "إيه 380" ذات الطابقين، والبالغ عشرة بلايين دولار. ويعزز انطلاق المشروع جهود المنظمة المشتركة للتعاون في مجال المشتريات الحربية "أوكار" التي تنتمي اليها الدول السبع التي وقعت اتفاق أمس، لتطوير سياسات شراء عسكرية مشتركة، وكذلك دعم الصناعات الدفاعية الأوروبية التي تراجعت قدرتها على منافسة الصناعات الأميركية، بعد الطفرة الكبيرة التي شهدتها صفقات البنتاغون الأخيرة التي اتجه أغلبها نحو الشركات الأميركية الوطنية. ويوجه المشروع ضربة مؤلمة لمشروع طائرة "سي 17" التي تبنيها "بوينغ العسكرية" التي تعتبر أفضل طائرة موجودة في مجال النقل العسكري في العالم حالياً. كما يوجه ضربة إلى "لوكهيد مارتن" الأميركية وآمالها في الترويج للنسخة المتطورة من "هيركوليس سي- 130" التي تم عرضها على الجيوش الأوروبية في السنوات الأربع الأخيرة، بما في ذلك الجيش البريطاني.