شأشعل قرار الأممالمتحدة رفع العقوبات المفروضة على العراق منذ عام 1991 المنافسة بين الشركات العالمية التي تسعى الى دخول السوق العراقية الواعدة، خصوصاً في مجال الاتصالات. وتوقعت مصادر في صناعة الاتصالات أن يشهد قطاع الهاتف النقال في العراق منافسة شديدة بين شركات انشاء بنية الإتصالات التحتية وشركات خدمات الهاتف النقال، في ضوء الاستعدادات الجارية لإعادة بناء شبكة الإتصالات الداخلية والدولية في البلاد التي تعاني من الاهمال وعدم الاستثمار والتطوير خلال أكثر من عقد، اضافة الى الضرر الذي لحق بها نتيجة الحرب. وتوقعت دراسات أن يتزايد عدد المشتركين العراقيين في خدمات النقال ليصل الى خمسة ملايين مشترك خلال ثلاثة أعوام. تتابع الشركات العالمية المستجدات في العراق عن كثب نظراً الى الامكانات الكبيرة التي توفرها السوق العراقية لمختلف قطاعات الاعمال ولا سيما للشركات المتخصصة في المجالات التي تحتاج اليها السوق العراقية. وقال خبراء في صناعة الاتصالات ان المنافسة على توفير تقنية شبكة النقال في العراق ستكون حامية جداً بين الشركات التي تقدم تقنية "جي أس أم" وتلك التي تقدم تقنية "سي دي أم أس". وأضاف الخبراء ان التوقعات الدولية تميل الى اختيار تقنية "جي أس أم" للبدء في عملية تقديم خدمات الهاتف النقال في العراق، في ضوء سلسلة النجاحات التي حققتها هذه التقنية في مناطق عدة وللمميزات التي توفرها. ولفتوا الى أن هذه التقنية تغطي دول منطقة الشرق الأوسط كافة، الامر الذي ينبئ بحدوث مشاكل فنية وتعارض في النظم في حال استخدام تقنية "سي دي أم أي". ويشار الى ان وزارة الدفاع الاميركية منحت منتصف الشهر الجاري مجموعة الاتصالات الاميركية "ام سي آي" وورلد كوم سابقاً عقداً لانشاء شبكة هاتف نقال في العراق. وقالت المجموعة في حينه ان تنفيذ العقد سيبدأ في حزيران يونيو المقبل، لكنها لم تكشف تفاصيل العقد الذي يتضمن انشاء شبكة صغيرة للهاتف النقال في بغداد فقط. ويتناول العقد اقامة نظام يوفر حتى عشرة آلاف خط هاتفي نقال يستخدم نظام "جي اس ام" المعمول به في اوروبا وعدد من الدول المجاورة للعراق. وقال مدير شركة "أكوتيل الشرق الأوسط" بشارة دحابرة، الذي زار القاهرة اخيراً، إنه في ظل الحالة المتدنية التي تعاني منها شبكة الاتصالات العراقية، تقتصر خدمة الاتصال بالنقال عبر الأقمار الاصطناعية فقط باستخدام هواتف "الثريا"، التي يقدر عدد مشتركيها في العراق بنحو 20 الف مشترك. وأضاف ان منظمات الاغاثة مثل الصليب الاحمر الدولي تستخدم هواتف "الثريا" لتوفير خدمات الاتصال للعراقيين، ومن المقرر توريد 80 الف هاتف من نوع "الثريا" الى العراق قريباً، علماً أن كلفة الهاتف تتجاوز 600 دولار. وزاد ان الشركة تطمح الى زيادة حصتها في السوق العراقية عن طريق خفض كلفة التخابر من عشرة الى ستة دولارات في الدقيقة الواحدة. وطالب دحابرة باختيار أكثر من شبكة لتوفير خدمات النقال في العراق، لافتاً إلى أن وجود شبكة واحدة لتوفير خدمات الاتصالات النقالة سيؤدي الى وضع احتكاري، ما سيؤثر في مستوى الخدمات المقدمة في غياب حافز المنافسة. وأشار الى ان تواجد اكثر من شركة متنافسة سيساهم في تقديم مستويات خدمة متطورة وفي تخفيض الاسعار، إذ ستعمل الشركات المنافسة على تطوير مستوى قائمة خدماتها لجذب أكبر قدر ممكن من العملاء. ويعتبر الخبراء اختيار بنية الإتصالات التحتية والتقنية لتوفير الخدمة أمراً ضرورياً لإنجاح مشروع بناء شبكة الاتصالات النقالة في البلاد. ويرى متخصصون مصريون وعرب أن نجاح إعادة إعمار العراق رهن بدرجة استعداد السلطات الموقتة لتبني معايير مناسبة لتسريع خطوات إعادة الإعمار دون السماح للعوامل السياسية بالتدخل في هذه العمليات. وقال خبراء ان مهمة تعزيز قطاع الإتصالات صعبة وينبغي إيلاؤها بشكل كامل للمتخصصين والخبراء التقنيين العاملين في قطاع الإتصالات، اذ يتوقع حدوث طفرة كبيرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق. وفي ضوء الأحداث الجارية لا يتوقع الخبراء ان تذهب فوائد قطاع الاتصالات الواعد الى الشعب العراقي إلا مع اعتماد التقنيات المناسبة والشركات المناسبة لتنفيذ هذه التقنيات.