في وقت تتركز اهتماماتنا على التغطية الحيّة للحرب عبر شاشات التلفزة، أخذت انواع جديدة من الاعلام تنتشر بيننا، من بينها الرسائل الالكترونية والرسائل الخلوية القصيرة SMS. ففي حين دخل التلفزيون منذ عقود إلى كل صالة لدى كل عائلة، تقوم الرسائل القصيرة راهناً بمرافقتنا في شتى أوقات حياتنا اليومية. هل انها صارت من الاساسيات؟ "الاتصالات" ورسائل الحرب و بحسب أغلبية مشغلي الهواتف الخلوية في العالم العربي، فأن نسبة استخدام الهواتف وإرسال الرسائل القصيرة قد ارتفعت منذ اندلاع الحرب في العراق، خاصة وأنها تعتبر من أسرع الوسائل لتبادل مجريات الأحداث بكلفة منخفضة. وتراوح استخدام الرسائل بين خدمة "الأخبار السريعة" التي يوفرها معظم المشغلين لمشتركيهم، وتبادل الرسائل بين المشتركين. وتضمنت الاخيرة اشياء مثل الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية أو الدعوة إلى المشاركة في مسيرات الاحتجاج وما الى ذلك. وطفا على السطح نوع جديد، وغير متوقع، من المنافسة بين الخلوي والفضائيات. وادى الاقبال على "اخبار الخلوي"، اذا جاز التعبير، الى حفز اعتمادها كوسيلة اعلانية من قبل بعض الشركات العاملة في الدول العربية. وتبدو هذه الظاهرة منسجمة مع ما يحصل في قطاع الخلويات على الصعيد العالمي. فلم تعد المنافسة بين مشغلي الهواتف الخلوية منصبّة على تعرفة المكالمات الخلوية أو الاشتراك، بل اصبحت ترتكز الى تقديم الخدمات التي تتناسب مع متطلبات المشتركين. و قد تحولت الهواتف المحمولة الى مراكز للعمل و الترفيه عبر الجمع ما بين المميزات المتقدمة التي أضيفت على أجهزة الهاتف نفسها و الخدمات التقنيّة المتقدّمة التي توفرها شركات الاتصالات. ويؤكد احمد دهداري، المدير العام المساعد للشركة الوطنية للاتصالات المتنقلة، و هي شركة لخدمات الاتصالات المتنقلة في الكويت ان الحصول على مشتركين جدد هو أمر سهل نسبيا، والأهم هو كيفية المحافظة على هؤلاء المشتركين. ويرى ان العتلة الاهم في ذلك هي الخدمات التي تتناسب وميول الجمهور. ويلاحظ ان بعض خدمات الانترنت، وخصوصاً "الدردشة" Chat أصبحت متوفرة للأجهزة الخلوية راهناً. وينبه الى ان خدمة الدردشة تمكن المشتركين من مواصلة حديثهم مع أصدقائهم من أي مكان في العالم بواسطة الرسائل الخلوية القصيرة على هاتفهم النقال. ويذكر بان شركته كانت اول من ادخل هذه الخدمة الى الجمهور العربي. ومع توفير تقنيات متطورة عبر الخلوي، مثل "واب" WAP و"راديو الباكت العام" GPRS، صار هذا الجهاز مكاناً متنقلاً للاتصال مع الانترنت على مدار الساعة. وفي الوقت الراهن، تتجه معظم شركات الخلوي الى توفير خدمة الرسائل المصورة MMS ما يمكن المشترك من التقاط وبث الصور عبر هاتفه الخلوي. واللافت ان المحطات الفضائية والمراسلين الصحفيين في كافة أنحاء العالم لا يستطيعون الاستغناء عن هذه الأداة التكنولوجية في حياتهم اليومية والعملية. ويعمد كثير من مراسلي شبكات التلفزة ووكالات الانباء الى بث التقارير الأخبارية عبر الهاتف الخلوي، فصار شريكا استراتيجيا في نقل آخر المستجدات من ميادين الأحداث. info2cell تلاقي الحدث وفي سياق مشابه، اندفعت شركة "انفوتوسل.كوم" info2cell، المتخصصة في مجال توفير خدمات المعلومات المتخصصة عبر الهواتف النقالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتغطية حية لأخبار الحرب على العراق. واوصلتها الى قاعدة مشتركيها في دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والأردن ومصر والكويت, عبر إستخدام خدمة الأخبار العاجلة بواسطة الرسائل القصيرة "اس ام اس" SMS. ودفعت "انفوتوسل.كوم"، المملوكة الآن بالكامل من قبل شركة "آكوتيل" المتخصصة في تقديم خدمات التطبيقات والمعلومات اللاسلكية في أوروبا، بفريقها التحريري الى ميدان الحدث. وعززت تعاونها مع شركائها الدوليين لتلبية الطلب المتزايد على خدمة الأخبار العاجلة بالرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة. وبثت هذه الأخبار على مدار الساعة في البلدان المؤهلة تقنياً لتوفير هذه الخدمة. واشار بشّار دحابرة المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "انفوتوسل.كوم" الى ما انجزته شركته من تطور. واشار الى استعداد شركته لتوسيع وتطوير فريقها التحريري لتقديم أخبار موضوعية ومتخصصة إلى مستخدمي الهواتف النقالة في المنطقة. وبالإضافة الى ذلك، "نعول على خبرة فريق إدارة المحتويات في شركة "آكوتيل" في روما الذي يغني تغطيتنا ويضيف قيماً نوعية إلى خدماتنا. وسنستمر في الالتزام بشعارنا أن يكون مشتركونا أول من يعلم بمستجدات الأحداث المهمة". وتتوقع شركة "انفوتوسل.كوم" أن يؤدي الطلب المتصاعد على خدمة الأخبار العاجلة إلى زيادة أعداد المشتركين لديها بنسبة 50 بالمئة، ما يرفع عدد مشتركيها في المنطقة من مائة الف مشترك راهناً الى مائة وخمسين الف مشترك. وأضاف دحابرة "بعد أن وضعنا معايير التراسل اللاسلكي في المنطقة، تستعد شركتنا لتعزيز موقعها الرائد في هذا المجال في الوقت الذي تحظى فيه تقنية الرسائل القصيرة بإهتمام كبير وتبدأ فيه التقنية بتوسيع آفاق التراسل اللاسلكي". واشار الى نجاح شركته في بعض الأوقات ان تسبق القنوات التلفزيونية الفضائية في سرعة إرسال الأخبار العاجلة. "ونستعد مع فريق عملنا الموسّع وخبرتنا لمواصلة توفير الخدمات النوعية المتميزة". ويستطيع مستخدمو الهواتف النقالة تلقي أخبارSMS العاجلة خلال فترات منتظمة. ويتم الإشتراك في الخدمة عبر الإتصال برقم الخدمة أو إرسال رسالة قصيرة تضم ترميزاً محدداً.