خطا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خطوة اضافية في اتجاه بدء صفحة جديدة مع الحزب الاشتراكي اليمني وقياداته التاريخية في الخارج، فالتقى في أبو ظبي أمس مع عدد من القياديين السابقين في الحزب، وذلك بعد قراره الاسبوع الماضي بالعفو عن "مجموعة ال16"، بمشاركة جموع من اليمنيين المقيمين في أبو ظبي. وقبل ذلك اجتمع الرئيس صالح مع رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وبحث معه في تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، والوضع في العراق، والمتغيرات الاقليمية والدولية. ورحب رئيس الوزراء اليمني السابق حيدر أبو بكر العطاس بقرار العفو وطالب في تصريحات الى "الحياة"، من مقر اقامته خارج اليمن، بتهيئة الظروف لتطبيق "مبدأ اليمن يتسع لجميع ابنائه قبل العودة"، معتبراً الحديث عن العودة وممارسة الحياة السياسية سابقاً لأوانه، لافتاً الى ضرورة الغاء الأحكام على أعضاء المجموعة، بعدما صدر العفو الرئاسي. وقال ان اغلاق ملفات الصراعات السياسية يتطلب وضع الأسس المتينة لسد المنافذ والذرائع لمنع تكرار هذه الصراعات. وصرح الرئيس اليمني في تصريح بعد وصوله الى أبو ظبي ان محادثاته مع الشيخ زايد ستتركز حول التطورات والأوضاع الراهنة في المنطقة "وما تبديه حكومة شارون من تعنت والتفاف على كل الجهود والمبادرات الهادفة لإحلال السلام في المنطقة، اضافة الى التشاور إزاء التطورات في العراق والسبل الكفيلة باخراج العراق الشقيق من محنته الراهنة". وأكد حرص اليمن ودولة الامارات على "ضرورة استعادة التضامن العربي وتعزيزه، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي تواجه فيها الأمة تحديات كبيرة وخطيرة". وفي اللقاء مع قيادات الحزب الاشتراكي حضر عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب، منهم أنيس حسن يحيى نائب رئيس الوزراء السابق وهيثم قاسم وزير الدفاع السابق والدكتور عبدالعزيز الدالي وزير الخارجية السابق ومحمد سعيد عبدالله محسن. كما حضر الاجتماع عدد من أعضاء الكتلة البرلمانية السابقة وهم عبدالله ناصر رشيد ومحمد هيثم وقاسم عبدالرب، اضافة الى صالح عبيد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني المقيم في جدة، ومجاهد الكوهالي الأمين العام لتنظيم "التصحيح الناصري" اليمني. وعقد الرئيس صالح اجتماعاً آخر موسعاً في مبنى السفارة اليمنية ضم، الى الشخصيات السابقة، مجموعة كبيرة من أبناء اليمن النازحين المقيمين في أبوظبي. وأكد أنيس يحيى نائب رئيس مجلس الوزراء اليمني السابق عضو مجموعة ال16، الذي شمله قرار الرئيس اليمني بالعفو، ل"الحياة" ان اللقاء كان "ايجابياً جداً" و"ينسجم مع روح خطاب الأخ الرئيس" عشية الاحتفال بذكرى الوحدة اليمنية. وقال: "خرجت بانطباع شخصي من هذا اللقاء بوجود رغبة مخلصة وصادقة وتوجه أكيد من جانب الرئيس لترميم البيت اليمني"، مؤكداً ان "الحديث واللقاء في مجمله يبعث على الاطمئنان". وقال ان "حديث الرئيس صالح معنا زاد احساسي بأن عودتنا الى اليمن ستكون آمنة وكريمة". وفي رده على سؤال هل طلب الرئيس اليمني عودة وزملاءه الى اليمن، قال: "هذه الدعوة جاءت في الخطاب الذي تضمن قرار العفو". وأكد انه "اتخذ قرار العودة لليمن من لحظتها بعدما زال الحاجز الذي كان يمنعه من ذلك. وأضاف يحيى ان الرئيس اليمني "أعطانا تطمينات اضافية بشأن العودة لممارسة حقوقنا السياسية والمدنية والحياة الآمنة، واستعادة كل الممتلكات والحقوق الشخصية التي رأها بعض الاخوة أساسية" وتحدثوا عنها صراحة". وأكد انه تحدث مع الرئيس اليمني عن مجمل القضايا التي تهم اليمن، وشكره على قرار العفو. وذكرت مصادر يمنية ان الرئيس صالح وضع المجتمعين في خلفية قرار العفو عن مجموعة ال16 ورؤيته لمستقبل الاصلاح السياسي والاقتصادي في اليمن وبناء اليمن الحديث. وأكد ياسين نعمان رئيس الوزراء اليمني السابق في اتصال مع "الحياة" ان "كلمة الأخ الرئيس ركزت على اغلاق ملفات الماضي والنظرة الى المستقبل في ضوء المتغيرات الاقليمية والدولية الراهنة، وتطبيع الأوضاع السياسية في اليمن بما يسهم في توحيد كل الجهود للنهوض بالبلاد. وأكدت المصادر ان الرئيس اليمني أبدى تفهماً للظروف الخاصة لكل شخص من "مجموعة ال16" وترك لهم توقيت العودة الى اليمن بعد تسوية قضاياهم الخاصة في البلاد التي يقيمون فيها منذ عام 1994. وكشفت المصادر ل"الحياة" ان الاجتماع مع قيادات الحزب الاشتراكي الموجودين في أبوظبي والفعاليات الأخرى جاء بطلب من الرئيس، وأن هؤلاء لم يتمكنوا من حضور استقباله في المطار، بسبب العدد الكبير الذي قد يعوق الترتيبات البروتوكولية للاستقبال الرسمي.