يسعى الديموقراطيون الى معالجة ازمة مالية تعاني منها حملتهم للانتخابات الرئاسية العام المقبل، فيما يبدو منافسهم الجمهوري الرئيس جورج بوش متفوقاً في كل المعايير، في حين اظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة "واشنطن بوست" اهمية السجل العسكري للمرشحين لدى الناخب الأميركي الذي يواجه خطر الإرهاب المتصاعد. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن معظم المنظمات الليبيرالية تعقد اجتماعات خاصة لتطوير استراتيجية جديدة لجمع الأموال اللازمة لدعم الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة. ومن بين هذه المنظمات: الاتحادات العمالية ومنظمات الحقوق المدنية. وتجمع المنظمات والاتحادات على معارضة الرئيس الاميركي الحالي الذي يشجع سياسات مناقضة تماماً لبرامجها وطموحاتها. واضافت ان في امكان هذه المنظمات الافادة من قانون التبرعات الانتخابية الذي يمكنها من جمع اموال غير محدودة لمصلحة احد المرشحين. واشارت الى ان هذه المنظمات قادرة على جمع 40 الى 50 مليون دولار في ولايات كبيرة مثل فلوريدا وميشيغان وبنسيلفانيا. وفي حال قررت الاتحادات العمالية الاستثمار بقوة في الانتخابات ونجحت اللجنة الديموقراطية الاعلانية في حملتها، سيكون المبلغ اكبر من ذلك بكثير. وقالت الصحيفة إن المنظمات الليبيرالية دعمت المرشحين الديموقراطيين للرئاسة في السابق، ولكنها المرة الأولى التي تجتمع فيها هذه المنظمات لتنسيق عملها وتركيز جهودها. ومن بين اساليب العمل الجديدة، ستقوم المنظمات بتطوير عملها من خلال اقناع الناخبين بالمقابلات الشخصية والبريد والاعلانات التلفزيونية. واضافت الصحيفة ان بعض الناشطين في الحملة الانتخابية للحزب الديموقراطي اعترفوا بضعف امكاناتهم وبحجم الجهد الذي ينتظرهم ليرقوا الى المستوى المادي والإعلاني لمنافسة بوش. ونقلت الصحيفة عن احد المنظمين للحملة الديموقراطية قوله: "الحزب الديموقراطي يدخل في هذه الحملة وهو يعاني من ضعف مادي وشعبي، وهناك فراغ كبير علينا معالجته". واضاف ان "المنظمات التي تعارض انتخاب بوش تريد ان تعمل سويةً لاسقاطه. هذه سابقة في تاريخ المنظمات الديموقراطية". ونقلت عن احد زعماء المنظمات الديموقراطية قوله إن "هناك كميات ضخمة من الحوافز المشتركة بين هذه المنظمات، خصوصاً عندما نعلم ما الذي تفعله ادارة بوش في كل من القضايا التي تمسنا". وينظر العديد من المعارضين لبوش الى قدراته المادية بيأس، وقالت الصحيفة إن بعض الديموقراطيين اشاروا بحسرة الى قدرة بوش على جمع نحو بليون دولار بسهولة فائقة. "نقطة ضعف" بوش وفي ظل الحرب على الارهاب التي تخوضها الولاياتالمتحدة في انحاء العالم، تعززت اهمية سجل المرشحين العسكري في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" انه للمرة الأولى منذ انتخاب الرئيس دوايت ايزنهاور عام 1952، يتنافس المرشحون للرئاسة في اظهار تاريخهم وقدراتهم العسكرية. واضافت ان إلقاء الرئيس بوش خطابه اخيراً على متن بارجة حربية اضافة الى ارتدائه الزي العسكري، هو دليل على مدى اهتمام الناخبين الاميركيين بقدرات المرشحين العسكرية. وفي استطلاع للرأي اجرته الصحيفة ظهر ان نحو 29 في المئة من الاميركيين يعتقدون بأنه من الضروري جداً ان يكون رئيسهم المقبل خدم في الجيش الأميركي. وبعد استعراض الرئيس بوش على متن البارجة "يو اس اس ابرام لينكولن"، التقى المرشح الديموقراطي جون كيري مع بعض المحاربين الاميركيين القدامى. وقال كيري امامهم إن خدمته العسكرية في فيتنام تعطيه قدرة على قيادة الأمور افضل من بوش الذي لا يعرف ما هي المعارك على الأرض.