بعد وقت قصير على بيان التطمينات الذي اصدره البيت الابيض امس لطمأنة اسرائيل في شأن "خريطة الطريق"، حتى رد مكتب رئاسة الوزراء الاسرائيلية ببيان يعلن ان رئيس الحكومة آرييل شارون قرر طرح "خريطة الطريق" على حكومته للتصويت عليها، علما ان الحكومة ستعقد اجتماعها المقبل صباح غد. اعلن مكتب رئاسة الوزراء الاسرائيلية في بيان امس ان رئيس الوزراء آرييل شارون اعلن ان "دولة اسرائيل مستعدة للموافقة على الاجراءات التي حددتها خريطة الطريق وستطرح المسألة على الحكومة للحصول على موافقتها". وجاء البيان الاسرائيلي بعد وقت قصير من اعلان الولاياتالمتحدة في بيان امس انها تتفهم المخاوف الاسرائيلية في شأن "خريطة الطريق" للسلام في الشرق الاوسط وانها ستعالج هذه القضايا في تطبيقها لهذه الخطة. وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس في بيان اصدره البيت الابيض خلال زيارة بوش لتكساس: "تلقت حكومة الولاياتالمتحدة ردا من حكومة اسرائيل يشرح مخاوفها الرئيسية من خارطة الطريق ... وتتفق الولاياتالمتحدة مع وجهة نظر الحكومة الاسرائيلية وترى ان هذه المخاوف حقيقية وستتعامل معها بشكل كامل وجدي في تطبيق خارطة الطريق". وكانت مصادر صحافية اسرائيلية مطلعة توقعت امس ان تقوم الادارة الاميركية في غضون ساعات بنشر رسالة تطمينات للدولة العبرية تتضمن اقراراً اميركياً بأهمية الملاحظات الاسرائيلية على "خريطة الطريق" وتعهداً بأخذها في الاعتبار "بشكل كامل وجدي" مع الشروع بتنفيذ بنود الخطة السلمية. وتابعت ان من شأن رسالة كهذه ان تمهد لمصادقة لحكومة الاسرائيلية رسمياً على الخريطة في جلستها الوشيكة غداً او في جلسة استثنائية تعقدها لهذا الغرض. ورأت المصادر ان قمة ثلاثية تجمع بين بوش وشارون وابو مازن ستلي الرسالة الاميركية والمصادقة الاسرائيلية. وقالت ان اسرائيل اصرت على ان نشر رسالة التطمينات على غرار الرسالتين اللتين ارفقتا لاتفاقي اوسلو وواي بلانتيشين شرطاً لاعلان قبولها المبدئي، لكن المتحفظ، للخريطة. واكدت المصادر ما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية امس من ان الجانبين الاميركي والاسرائيلي توصلا الى اتفاق مبدئي في شأن الصيغة الكلامية التي سيستخدمها شارون لمنح موافقته المشروطة على الخطة الدولية، على ان تكون "صيغة مبهمة" تمكنه من اقناع وزراء حكومته بضرورة اقرار الخريطة من خلال القول انه لم يتبن في واقع الامر الخطة بحذافيرها. وقدرت اوساط قريبة من شارون ان ينجح في هذه الحال، في تجنيد الغالبية المطلوبة من اعضاء حكومته. وفيما كتبت صحيفة "هآرتس" ان التغيير في الموقف الاسرائيلي واضطرار شارون الى طرح الخريطة على جدول اعمال حكومته المقبلة ناجم عن خضوعه للضغوط الاميركية، عاودت صحيفة "يديعوت احرونوت" التأكيد ان الادارة الاميركية ابلغت مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية دوف فايسغلاس قبولها ب12 تحفظاً اسرائيلياً من اصل 14 تسعى تل ابيب الى تضمينها في مسودة جديدة، لكنها رفضت الشروط الاسرائيلية باعلان الفلسطينيين مسبقاً تنازلهم عن حق عودة اللاجئين لقاء موافقة اسرائيل على اقامة دولة فلسطينية. كما رفضت شطب البند القائل بوجوب اعتماد المبادرة السعودية احد أسس التسوية الدائمة. ورجحت اذاعة الجيش الاسرائيلي حل الاشكال في شأن عودة اللاجئين عبر بيان او اعلان اميركي يقول ان الولاياتالمتحدة ترى في اسرائيل دولة ذات غالبية يهودية، ما يعني رفضها عودة اللاجئين الى تخوم العام 1948، لأن من شأن ذلك ان يخل بالتوازن الديموغرافي القائم حالياً. من جهته، شكك المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" الوف بن في نية الاطراف الثلاثة الاميركي والفلسطيني والاسرائيلي تحقيق اختراق جدي في الجمود السياسي الحاصل، وكتب ان جل ما يعني كل منها هو دحرجة الكرة الى ملعب الآخر وتحمله مسؤولية عرقلة استئناف المفاوضات السياسية.