قال الرئيس الاميركي جورج بوش امس أنه "سينظر بجدية" في لقاء رئيسي الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والفلسطيني محمود عباس اذا رأى ان ذلك "مفيد" في دفع عملية السلام . وقال في تصريحات بعد لقائه مع رئيس الوزراء الياباني في مزرعته في كروفورد: "اذا كان اللقاء سيؤمن تقدماً باتجاه دولتين تعيشان جنباً الى جنب، سأفكر بجدية في عقد مثل هذا اللقاء" وجاء هذا الموقف بعدما قال كولن باول وزير الخارجية وكوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي في بيان اصدره البيت الابيض خلال زيارة بوش لتكساس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "اعلن ان اسرائيل مستعدة للموافقة على الاجراءات التي حددتها "خارطة الطريق" وستطرح المسألة على الحكومة للحصول على موافقتها". واضاف البيان ان الولاياتالمتحدة "تلقت رداً من اسرائيل يشرح مخاوفها الرئيسية من خريطة الطريق... وتتفق الولاياتالمتحدة مع وجهة نظر الحكومة الاسرائيلية وترى ان هذه المخاوف حقيقية وستتعامل معها بشكل كامل وجدي في تطبيق" الخريطة، وهو ما اعتبر بمثابة ضمان أميركي للتعامل مع مطالب اسرائيل. ونسبت "يديعوت احرونوت" الى مسؤولين اسرائيليين قولهم ان "الاعلان الاميركي يتفق مع الاتفاقات التي توصل اليها البلدان وهو يفتح المجال لعرض هذه الخطة على الحكومة الاسرائيلية حيث يتوقع ان تحصل على موافقة غالبية الاعضاء". وويلاحظ ان الموقف الاميركي صدر مع انتهاء مشاورات مكثفة اجرتها رايس ورئيس مكتب شارون دوف ويسغلاس. لكن باول أكد في تصريحات من باريس ان واشنطن لا تنوي ادخال اي تعديلات على "الخريطة"، واضاف: "ابلغنا الحكومة الاسرائيلية بأننا سنأخذ في الاعتبار تعليقاتها، لكن ذلك لا يتطلب منا ان نغير الخريطة ... فهذه وثيقة طيبة تفضي الى رؤية الرئيس لدولتين تعيشان في سلام جنباً الى جنب". في غضون ذلك كشف النائب العربي في الكنيست الاسرائيلية جمال زحالقة ل"الحياة" نص القرار الذي ستتخذه الحكومة الاسرائيلية ازاء "خريطة الطريق"، مشيراً الى انه يتضمن مسألتين: "التشديد على موقف اسرائيل الذي ينفي جملة وتفصيلاً حق العودة للاجئين الفلسطينيين، واعتبار الدولة الفلسطينية حتى الموقتة مسألة تبحث في نهاية المسار" التفاوضي. ونقل زحالقة عن مصادر اسرائيلية قولها انه بعد صدور "قرار الموافقة المتحفظ" على الخريطة سيصدر الرئيس بوش تصريحاً لمباركة هذا الموقف. ورأى مراقبون ان تضمين رفض العودة والدولة في القرار الذي ستصوت عليه الحكومة يسمح لشارون بالحصول على الغالبية في الكنيست، خصوصاً ان حزب "ليكود" كان صوت سابقاً ضد اقامة دولة فلسطينية. ويضيف مراقبون ان في ذلك "افراغاً للخريطة من اي مضمون" باستثناء المسألة الامنية وحماية أمن اسرائيل. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان القمة التي يجري الحديث عنها بين بوش وشارون وابو مازن من غير المؤكد ان تلقى قبولاً فلسطينياً "في حال اصدرت الحكومة الاسرائيلية موافقة مشروطة على الخريطة". واضافت ان الحكومة الفلسطينية ستتخذ قراراً في شأن البيانين الاميركي والاسرائيلي خلال اجتماعها اليوم في رام الله. واكد نبيل ابو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لوكالة "فرانس برس" ان السلطة الفلسطينية لن تقبل أي تعديلات على خطة السلام الدولية "لأن القبول بأي تعديل للخطة او بتجزئة تطبيقها يمثل نسفاً للخطة". وقال وزير العمل الفلسطيني غسان الخطيب، انه "ينبغي تطبيق خريطة الطريق ككل لا يتجزأ من دون تلاعب بالالفاظ أو تغييرات". وفيما اعتبر المراقبون ان البيان الاميركي اشار الى ضمانات لاسرائيل في "تطبيق الخريطة"، أما بيان شارون فتحدث تحديداً عن "قبول الاجراءات التي تتضمنها" الخريطة لئلا يفهم بأنه موافق على البند الذي يعتبر المبادرة العربية للسلام قاعدة للحل. وتوقعت مصادر مطلعة حصول معارضة شديدة للخريطة في جلسة مجلس الوزراء غداً الاحد، خصوصاً من جانب وزراء ليكود.