دعت قوات "التحالف" الأميركي - البريطاني أمس العراقيين الى تقديم معلومات عن أماكن وجود أسلحة الدمار الشامل، والأشخاص الضالعين بالعمل في البرنامج العراقي السابق في هذا المجال، مؤكدة انها ستمنح من يدلي بمعلومات في هذا الشأن مكافآت "سخية"، وضمانات بحمايته. وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أعلن في وقت متقدم مساء أول من أمس أن واشنطن لا تعارض عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى العراق، مشيراً الى ان هذه الخطوة قد تتحقق "في وقت قريب جداً". وفي نداء وجهته عبر اذاعتها، خاطبت قوات "التحالف" العراقيين "الشرفاء": "ندعوكم الى المشاركة في العثور على أسلحة الدمار الشامل عبر اعطاء معلومات تمتلكونها عن هذه الأسلحة، وقد تنالون مكافأة على أي معلومات مفيدة تقود الى كشفها ومصادرتها، وستقدم قوات التحالف مكافأة سخية لمعلومات تقدمونها حول مواقع المكونات والمواد والتجهيزات التي استعملت لتطوير أسلحة الدمار الشامل ومعالجتها وتصنيعها وصيانتها، ويشمل ذلك تجهيزات المختبرات والحاسوب وأي وثيقة على صلة بتصميم الأسلحة المحظورة وبيعها واستيرادها وتخزينها وحفظها واستعمالها". وجاء في النداء: "المكافأة ستحسن مستوى حياتكم وحياة المجتمع العراقي لأنكم تكونون ساهمتم في إعادة العراق الى حال الازدهار، وقوات التحالف ستتكتم على هوياتكم، وستنالون ضمانات سلامة في حال بلغتم عن معلومات عن أسلحة الدمار الشامل". وأفادت صحيفة "المنار" اليومية المستقلة ان "قوات التحالف قررت منح مئتي ألف دولار لكل من يدلي بمعلومات عن الأسلحة المحظورة التي كان يمتلكها النظام السابق". وفي مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون ليل أول من أمس قال رامسفيلد ان الولاياتالمتحدة لا تعارض عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى العراق، وأن هذه العودة قد تحصل "في وقت قريب جداً". وزاد: "الأممالمتحدة تعمل على قرار... لا أعرف أين أصبح ذلك ولكن كل ما أسمعه أو اقرأه يقودني الى الاعتقاد بأن ذلك قد يحصل في وقت قريب جداً، لا أعرف إذا كان خلال يوم أو اثنين أو ثلاثة". وتتعارض هذه التصريحات مع الموقف الذي أعلنته الاثنين الماضي وزارة الخارجية الأميركية التي استبعدت عودة فورية للمفتشين، وبررت ذلك بالوضع غير المستقر في العراق. وكان المدير العام للوكالة محمد البرادعي أكد رغبته في عودة المفتشين، معلناً "قلقه الشديد من التقارير شبه اليومية عن عمليات نهب المواقع النووية العراقية ومن المضاعفات على سلامة المصادر المشعة التي لم تعد كما يبدو تتمتع بالحماية". واتهمت الولاياتالمتحدة بالتلكؤ في استجابة طلب الوكالة إعادة مفتشيها الى العراق، وقال رامسفيلد انه تناول المسألة مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال تومي فرانكس و"موقفه لا يرى مشكلة في عودة الخبراء، وهذا ما ناقشناه في الحكومة" الأميركية. وأشار رامسفيلد الى ان الوكالة كانت وضعت اختاماً في موقع التويثة النووي في العراق، ومواقع أخرى، وأن مفتشيها سيكونون كما يبدو في وضع يسمح لهم بمقارنة الوضع السابق مع ما هو عليه الآن. وحذرت الوكالة من أن مواد مشعة سرقت من مواقع نووية عراقية، قد تجد طريقها في النهاية الى أيدي "ارهابيين" قد يستخدمونها لصنع "قنابل قذرة" تحتوي مواد مشعة ومتفجرات تقليدية مثل الديناميت لنشرها في منطقة واسعة. وحذر البرادعي الاثنين من تلوث نووي محتمل في العراق بعد "السلب والنهب والتدمير في المواقع النووية".