أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن الشطر الشمالي قام بتجربة لإطلاق صاروخ قصير المدى مضاد للسفن شبيه بالصاروخ "سينسانغ-ري" الذي أطلق في 24 شباط فبراير الماضي. وانطلق الصاروخ من الموقع نفسه على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية واستقر في بحر اليابان. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية نعتقد بأن الصاروخ الذي يبلغ مداه 160 كلم، سقط في البحر على مسافة 110 كلم كالسابق. وأكدت وزارة الدفاع اليابانية عملية الإطلاق. وإثر الإعلان عن التجربة التي تأتي بعد أسبوع من اعتراض طائرات حربية كورية شمالية لطائرة تجسس أميركية قبالة سواحل شبه الجزيرة المقسمة، سجلت البورصة في كل من طوكيووسيول تراجعاً ملحوظاً. والتجربة الجديدة في نظر المحللين، تدرج في إطار التوتر المستمر منذ خمسة أشهر بين بيونغيانغ وواشنطن بسبب البرنامج النووي لكوريا الشمالية. ورأى البروفسور يو سوك-ريول من معهد الشؤون الخارجية والأمن الوطني في سيول، أن بيونغيانغ تسعى إلى جذب انتباه واشنطن لحملها على إجراء مفاوضات مباشرة، وهي فكرة يرفضها الأميركيون. وقال في هذا السياق: "بعد الحرب ضد العراق يعتقد الكوريون الشماليون بأنهم سيكونون الهدف المقبل. وهم يقومون بعمليات الإطلاق هذه وباستفزازات أخرى لأنهم يعتقدون بأن الآن وليس لاحقاً، ينبغي حمل الولاياتالمتحدة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات". وحرصت طوكيو من جهتها على التخفيف من أهمية عملية الإطلاق. وقال رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي إن هذا الحدث "مختلف عن وضع طارئ". واستبعد أن تطلق بيونغيانغ صاروخ "رودونغ" الذي يبلغ مداه 1300 كلم وفي إمكانه إصابة اليابان. ولفت رئيس وكالة وزارة الدفاع اليابانية شيجيرو إيشيبا إلى أن الصاروخ ليس "بالستياً"، مضيفاً: "لا نعتبر أن ذلك سيكون له تأثير خطير على السلام والأمن في بلادنا". ولم يشكل إطلاق الصاروخ أمس، مفاجأة، ذلك أن واشنطنوسيول أكدتا الأسبوع الماضي أن بيونغيانغ تستعد لإطلاق صاروخ جديد في بحر اليابان. وكانت كوريا الشمالية أطلقت أول صاروخ أرض-بحر قصير المدى في 24 شباط الماضي عشية تسلم الرئيس الكوري الجنوبي الجديد روه مو-هيون مهماته. وأدى ذلك إلى وضع قوات كوريا الجنوبية في حال تأهب. وكانت كوريا الشمالية أثارت أزمة في آب أغسطس 1998 نتيجة قيامها بعملية إطلاق صاروخ "بالستي" حلّق في أجواء اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. لكن بيونغيانغ أعلنت في العام التالي تجميد عمليات الإطلاق، لتعود وتهدد في كانون الثاني يناير الماضي بوضع حد للتجميد، في خضم الأزمة مع واشنطن حول الملف النووي. اعتراض الطائرة الأميركية وفي الوقت نفسه، بررت كوريا الشمالية أمس، اعتراض أربع من طائراتها المطاردة، طائرة تجسس أميركية في الثاني من الشهر الجاري، بأنه جاء كتدبير دفاعي ذاتي لحماية سيادتها. وجاء في تعليق لصحيفة "رودونغ سينمون" أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة أمس: "لا يسعنا البقاء من دون رد فعل إزاء تحركات عدوانية من الجيش الأميركي". وأضافت الصحيفة الكورية الشمالية: "لو لم يعزز المعتدون الأميركيون وجودهم العسكري ضدنا ويرتكبوا أعمالاً بهذه العدوانية، لما حصل ذلك". ويذكر أن في الثاني من الشهر الجاري، اقتربت طائرات مطاردة كورية شمالية حتى 15 متراً من طائرة استطلاع أميركية من طراز "آر سي-135" فوق بحر اليابان على بعد 240 كلم من سواحل كوريا الشمالية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية السبت الماضي، أن كوريا الشمالية كانت تريد إرغام الطائرة الأميركية على الهبوط على أراضيها واحتجاز أفراد طاقمها كرهائن. باول وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول قال أول من أمس، إن الولاياتالمتحدة ستجري محادثات في نهاية الأمر مع كوريا الشمالية بشأن أهداف البلاد النووية. ولكنه أكد وجهة النظر الأميركية بضرورة اشتراك دول أخرى في المنطقة في المحادثات. وقال باول لشبكة "سي أن أن" التلفزيونية: "أعتقد في نهاية الأمر بأننا سنتحدث مع كوريا الشمالية ولكن لن نسقط ببساطة فيما اعتقد أنه شيء سيىء، بالقول إن الطريقة الوحيدة التي يمكنكم التحدث بها معنا هو في شكل مباشر عندما يؤثر ذلك على دول أخرى في المنطقة. هذه المرة نحتاج إلى موقف تشارك فيه كل الدول". وكانت الولاياتالمتحدة رفضت دعوات من كوريا الشمالية لإجراء محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي لبيونغيانغ. وعارضت الصين وروسيا طلبات أميركية للضغط على كوريا الشمالية للموافقة على إجراء محادثات متعددة الأطراف. وانتقد ديموقراطيون بارزون في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي، سياسة الرئيس جورج بوش بشأن كوريا الشمالية، قائلين إن الإدارة "تماطل لكسب الوقت" وتقلل من أهمية تهديد خطير.