أعلنت سيول أن الحوار بين الكوريتين بات مجمداً بعد إلغاء محادثات ثنائية كانت مقررة أمس، نتيجة امتناع بيونغيانغ عن حضورها. وفي الوقت نفسه، أعلن الإعلام الرسمي في الشطر الشمالي أن محادثات مباشرة مع واشنطن هي أفضل سبيل لتجاوز الأزمة الناجمة عن البرنامج النووي لبيونغيانغ. وفي المقابل، أكدت تعليقات رسمية بثها الإعلام الكوري الشمالي أن "قوة ردع فعلية قادرة على دحر أي هجوم بأسلحة فائقة التطور، هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى تفادي حرب ويحمي أمن البلاد والشعب. وهذا درس تعلمناه من الحرب العراقية". أفاد مسؤولون كوريون جنوبيون أن محادثات وزارية بين الكوريتين ألغيت أمس، مما يؤدي إلى تجميد الحوار بين الجانبين قبل يومين من اجتماع لمجلس الأمن عن الأزمة التي نشبت بسبب استئناف البرنامج النووي الكوري الشمالي. وأوضح هؤلاء المسؤولون أن هذا اللقاء كان آخر قناة اتصال رسمية ما زالت مفتوحة بين سيول وبيونغيانغ، مشيرين إلى أن الحكومة الكورية الجنوبية حاولت من دون جدوى، الاتصال بالشمال في الأيام الأخيرة لتأكيد عقد اللقاء. ورأى مسؤول في وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن قنوات الاتصال الرسمية مع الشمال أصبحت مقطوعة و"العلاقات بين الشمال والجنوب مجمدة". وقال وزير التوحيد الكوري الجنوبي جيونغ سي-هيون في إعلان لنظيره في الشمال: "من المؤسف أن الجولة العاشرة من المحادثات الوزارية المقررة بين السابع والعاشر من نيسان أبريل الجاري، لن تجرى لأن الجانب الكوري الشمالي لم يحترم اتفاقاً" في هذا الشأن. وأضاف الوزير الكوري الجنوبي المكلف العلاقات مع الشمال أن "المحادثات بين الشمال والجنوب كانت ستمنح كل الكوريين والأسرة الدولية الثقة بسلام في شبه الجزيرة وبتطور في العلاقات بين الكوريتين". وكان يفترض أن تتناول هذه الجولة من المحادثات الأولى منذ تولي روه مو-هيون الرئاسة في سيول في نهاية شباط فبراير الماضي، المبادلات بين الجانبين والأزمة التي سببتها الطموحات النووية لنظام بيونغيانغ. وكانت كوريا الشمالية ألغت الشهر الماضي محادثات اقتصادية بسبب مناورات عسكرية نظمت في كوريا الجنوبية بالاشتراك مع الأميركيين. ودانت أيضاً الدعم الذي تقدمه سيول إلى الولاياتالمتحدة في الحرب ضد العراق. وعبر الحزب الديموقراطي للألفية الذي يتزعمه روه مو هيون عن أسفه لانقطاع الحوار، معتبراً أن ذلك يشكل ضربة للجهود الهادفة إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة النووية. وفي المقابل، أبقت كوريا الشمالية الباب مفتوحاً لإجراء محادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة بشأن الأزمة النووية، وذلك بعد ساعات من قولها إن حتى إبرام معاهدة عدم اعتداء مع واشنطن، قد لا يؤدي إلى تفادي حرب في شبهة الجزيرة الكورية. ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي قوله إن إجراء محادثات مباشرة هو أفضل سبيل لتجاوز الأزمة. ونقلت الوكالة عن مذيع التلفزيون الكوري الشمالي قوله: "طلبنا حل هذه الأزمة النووية من خلال محادثات مباشرة مع واشنطن وتوقيع معاهدة عدم اعتداء، لكن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش رفضت طلبنا". درس حرب العراق وجاءت الرسالة عبر التلفزيون بعد إصدار وزارة الخارجية الكورية الشمالية بياناً يقول إن الحرب بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق أثبتت لبيونغيانغ أن حتى إبرام معاهدة عدم اعتداء مع واشنطن لن يحل الأزمة سلمياً. وقالت وزارة الخارجية إن "قوة ردع فعلية وقوة ردع عسكرية ضخمة قادرة على دحر أي هجوم تدعمه أي أسلحة فائقة التطور، هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى تفادي حرب ويحمي أمن البلاد والشعب. هذا درس تعلمناه من الحرب العراقية". وجاء البيان الذي بثته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية قبل محادثات في الأممالمتحدة غداً الأربعاء لبحث الأزمة النووية. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً منذ أسابيع من أجل بحث المسألة في مجلس الأمن. ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" عن تلفزيون كوريا الشمالية قوله: "تصر واشنطن على محادثات متعددة الأطراف لتلقي عبء مواجهة المسألة على المجتمع الدولي ولتزيد الضغط الدولي علينا".