سرّعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا عملية اقرار مشروع القرار في شأن مستقبل العراق فطرحت رسمياً نصاً معدلاً للمشروع أمام جلسة مغلقة لمجلس الأمن مساءأمس، وطلبت الاقتراع عليه غداً الأربعاء. وعلمت "الحياة" أن أحد أهم التعديلات يتعلق بالفترة الزمنية لبقاء سلطة الاحتلال في العراق، إذ كانت الصيغة الاولى تنص على فترة أولية من 12 شهراً قابلة لتجديد شبه تلقائي، وأصبحت الآن غير محددة. وقال مسؤول أميركي، اشترط عدم ذكر اسمه: "لا نريد البقاء هناك لأي فترة أطول مما يجب". وعلمت "الحياة"، ان أبرز التعديلات الاخرى تتضمن الآتي: - تعيين الأمين العام "ممثلاً خاصاً" وليس مجرد "منسق خاص" في العراق. وتعزيز صلاحيات الممثل الخاص وتوسيعها خصوصاً في العملية السياسية بما يجعله شريكاً في تسهيل قيام حكومة عراقية معترف بها دولياً. - ادخال نص يتعلق بنزع السلاح، ويشمل ذلك اعادة النظر لاحقاً في مهمات "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية. - اعتبار صلاحيات سلطة الاحتلال قائمة إلى حين تشكيل حكومة عراقية من دون تحديد فترة زمنية قاطعة. - تقوية دور الأمين العام للأمم المتحدة واللجنة الاستشارية الدولية، ومجلس الأمن من خلال العودة إليه تكراراً. - ايضاح المسائل المتعلقة بالزوال التدريجي لبرنامج "النفط مقابل الغذاء". - الحديث عن الديون على العراق، بما يوضح أن سلطة الاحتلال ليست الجهة التي تقرر مصير الديون. - إعادة صوغ اللغة المتعلقة بالمسؤوليات والحصانات. وأكدت المصادر أن الرغبة الأميركية - البريطانية هي الاقتراع غداً الأربعاء، مشددة على أن "الاقتراع سيتم هذا الأسبوع" في كل الاحوال. فرنسا توافق شرط تعزيز دور الاممالمتحدة وأعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس، عن استعداد بلاده للموافقة على مشروع القرار في حال ادخال "تعديلات" تتعلق بتعزيز دور الاممالمتحدة. وأكد "قناعته بأن من الممكن تحسين النص بشكل ملموس يتيح لكل جهة النظر فيه بايجابية". ورأت مصادر ديبلوماسية في باريس ان هذا الموقف يعني ان فرنسا لن تعارض مشروع القرار باستخدام حق النقض في المجلس، لكنها ستمتنع عن التصويت او تصوّت لمصلحة المشروع اذا تم تعزيز دور الاممالمتحدة. واعتبر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف قبل ساعات من جلسة مجلس الامن، ان "تقدماً طيباً تحقق في المحادثات خلال اليومين الماضيين بشأن مشروع القرار، لكن لا يزال هناك بعض الخلافات". واوضح في تصريحات في كييف أن "كل الاطراف تشارك في محادثات نشطة. وفي بعض المسائل تمكنا من احراز تقدم طيب. كل الاطراف حريصة على التوصل الى إتفاق باسرع ما يمكن، والقرار سيتيح فرصة امام كل الاطراف للمشاركة في اعادة بناء العراق". وفي بغداد، اتهم بعض الاحزاب العراقيةالولاياتالمتحدة بالتراجع عن تعهدها بتمكين العراقيين من ادارة شؤونهم بأنفسهم. وتوقع مسؤول في مكتب اعادة الاعمار والمساعدة الانسانية في العراق، تأجيل عقد المؤتمر الوطني المقرر الشهر الجاري لتشكيل حكومة عراقية موقتة الى الشهر المقبل، وحذر من أنه "سيعاد النظر في الأمر برمته"، ما لم يتم توسيع التمثيل في المؤتمر وفي حال تعطل التعاون بين الاحزاب. تفاصيل ص 2 واحتفل آلاف من الشيعة العراقيين في بغداد أمس، بذكرى المولد النبوي الشريف في تظاهرات اعربوا فيها عن احتجاجهم على احتلال بلادهم وطالبوا بحكومة تمثل الشعب العراقي. وفي تطور آخر، أكد القيادي في المعارضة العراقية السابقة العقيد توفيق الياسري أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين "يختفي مع مجموعة صغيرة من الاتباع داخل العراق"، ويصدر توجيهات الى انصاره الموثوق فيهم للتخطيط للعودة الى الحكم. وقال الياسري في تصريحات لوكالة "رويترز" إن صدام "غيّر اسم حزب البعث الى حزب العودة".