نجحت الحملات الاعلانية المكثفة لشركتي "سيرتيل" و"يونفستكوم"، مشغلتي خدمة الهاتف النقال في سورية، في استقطاب شرائح واسعة من مواطني مدينة حلب. والمفارقة ان الخلوي تحوّل مصدراً للدخل بالنسبة الى البعض، ما عزز انتشاره في المدينة. وساعد خفض رسوم التخصيص على مراحل بمقدار 85 في المئة في اجتياح هذه التقنية شوارع المدينة وواجهات منافذ البيع والمحال التي تعرض أجهزة الاتصال. ولم تعد تثير سخط عامة الحلبيين الذين تجاوزوا مرحلة التفاخر والمباهاة في اقتناء أحدث الأجهزة الخلوية. وتعتبر أجور الاتصال عبر الهاتف النقال مرتفعة بالنسبة الى دخول شريحة كبيرة من السوريين، ما دفع المشتركين الى تقنين مكالماتهم واستخدام الهاتف الثابت للاتصال بأرقام الهواتف التي تعرضها شاشات المحمول من دون استخدام فعلي له، ما حرم الشركتين المشغلتين من عوائد التشغيل ووجه سياستهما في المرحلة الحالية لتقليص رسوم التخصيص الى تسعة آلاف ليرة سورية فقط الدولار يعادل نحو خمسين ليرة اضافة الى تقديم خمس خدمات مجانية بقيمة 250 ليرة سورية منها خدمة الرسائل القصيرة SMS وخدمة الرسائل الصوتية، بحسب قول صاحب منفذ لبيع خطوط الهاتف النقال. وحرص أصحاب المهن التي تتطلب التنقل والتجوال على اقتناء الأجهزة الخلوية لدورها المهم في تحسين اداء نشاطهم الاقتصادي. "يعلمني زملائي المجاورين عبر الهاتف النقال باقتراب دورية البلدية من بسطة الألبسة التي أملكها لأسارع الى لملمة معروضاتها لمنع مصادرتها ما يوفر علي كثيراً من المال"، كما قال محمود صيرفي مالك بسطة ألبسة نسائية في شارع سيف الدولة. واعتبر سمير ديري مالك محل تمديدات صحية الهاتف النقال "وسيلة تكنولوجية مهمة وفّرت لأصحاب المهن الحرة مهمة إخبارهم بعروض العمل التي تحتاج الى سرعة في تنفيذها مثل أعطال الكهرباء وتمديدات المياه والمجاري الصحية. يخبرني رب العمل بالأعطال الطارئة التي تتطلب مساعدتي ما يزيد من فرص اكتساب مزيد من المال". في حين اضطر أحمد حلبوني الى اقتنائه "بحسب رغبة زبائني وتلبية متطلباتهم وقت الحاجة، اذ انني أغسل لهم سياراتهم الخاصة امام أبنيتهم قبل طلوع الشمس". الطريف في الأمر ان بعض النساء اللواتي يواظبن على غسيل ادراج العمارات في ايام محددة من الاسبوع بتن يؤثرن تقليد موضة اقتناء الاجهزة الخلوية "بغية الاسراع في تلبية الدعوة الى المناسبات التي تتطلب عاملات نظافة مثل استقبالات النساء والأعراس والأعياد الخاصة وطهور الصبيان..." وفق قول أم عبدو عاملة نظافة. وانعكست تقنية الهاتف النقال على تحسين فاعلية عمل الممرضين ومساعدي الأطباء "زادت هذه التقنية من فرصة إنقاذ المرضى الذين يعانون من أمراض تتطلب تدخل المسعف مباشرة نتيجة تعرضهم لجروح وحروق في حوادث مؤسفة، وهو ما ينعكس على قيمة الأجر الذي نتقاضاه" بحسب قول أحد الممرضين.