سجل اليسار البلجيكي تقدماً مهماً في انتخابات البرلمان الفيديرالي، كذلك عزز اليمين المتطرف مواقعه على أثار المخاوف من تكرار ظاهرة لوبن الفرنسية. وخرج الحزب الاشتراكي الفلمنكي كأكبر فائز في اقتراع أمس، الأمر الذي سيؤهله للمطالبة الى جانب أصدقائه الاشتراكيين، في الاقليم الفرنكفوني، بحقائب رئيسية في الحكومة الائتلافية المزمعة. و لا يستبعد أن يرشح رئيس الوزراء غي فورهوفشتات نفسه، من الحزب الليبرالي الفلمنكي، لقيادة ائتلاف بين الليبراليين والاشتراكيين. و كانت الخيبة كبيرة في صفوف أنصار حزبي الخضر في كل من المجموعتين الفرنكوفونية والفلمنكية. ودلّت النتائج الأولى ليل أمس الى أن حزب الخضر في الاقليم الفلمنكي، في شمال البلاد، قد يغيب عن البرلمان الفيديرالي وأن حلفاءه الخضر في الاقليم الفرنكفوني خصوصاً في العاصمة البلجيكية سجلوا تراجعاً ملحوظاً. وقال مسؤولون في الحزبين بأنهم "دفعوا ثمن مشاركتهم في حكومة الائتلاف السابق الليبرالي الاشتراكي". و في المقابل فان اليمين المتطرف الفلمنكي حزب فلامز بلوك عزز مواقعه في مدن وبلدات الاقليم الفلمنكي. وسجل الحزب الذي يبني سياساته على حساب عداء المهاجرين العرب والمسلمين تقدماً بنسب متفاوتة جعلته يعزز موقعه في صدارة الأحزاب السياسية في عاصمة الألماس انتورب في شمال البلاد. ونال حزب فلامز بلوك نسبة 22 في المئة من أصوات الناخبين في مدينة انتورب يليه الحزب الليبرالي 20 في المئة، متقدمين على الحزب الديموقراطي المسيحي الذي كان يعد أكبر حزب في شمال البلاد. ويسيطر حزب فلامز بلوك على ثلث مقاعد المجلس البلدي في انتورب التي كانت شهدت توتراً حاداً بين فئات الشباب من أصل مغربي و قوات الأمن. وسجل هذا الحزب المتطرف تقدماً مهماً جعله يحتل المرتبة الثانية في مدينة غانت، مدينة رئيس الوزراء غير فوهوفشتات، بعد الحزب الليبرالي الفلمنكي. ولم تحرز قائمة الناشط العربي دياب أبو جهجه من أصل لبناني نجاحاً يذكر في انتورب. وكان أبو جهجه تصدر حركة احتجاج المهاجرين في المدينة وتتهمه قوات الأمن بتنظيم ميليشيات من أبناء المهاجرين لمراقبة سلوك قوات الأمن وأساليب تعاملها مع المهاجرين في الأحياء الشعبية. و كان المراقبون السياسيون اعتبروا نتائج اليمين المتطرف الفلمنكي "أحد أكبر التحديات" في هذه الانتخابات. وخشيت الأوساط الديموقراطية من أن يحقق اليمين المتطرف نجاحاً يوازي الفوز الذي كان أحرزته الجبهة الوطنية في فرنسا بزعامة جان ماري لوبن في الانتخابات الرئاسية في ربيع العام الماضي. وفي جنوب البلاد منح الناخبون ثقتهم لاثنين من أعضاء الائتلاف الحكومي السابق و عاقبوا حزب الخضر. وسجل الحزب الاشتراكي تقدماً في الاقليم الفرنكوفوني جعله يعزز موقعه كأكبر قوة سياسية في الاقليم. كذلك سجل الحزب الليبرالي الفرنكوفوني، حزب وزير الخارجية لويس ميشيل، تقدماً مهماً سيؤكد موقعه في الائتلاف المقبل. فيما سيظل الديموقراطيون المسيحيون في المعارضة. ولخص وزير المال ديدي رايندرس نتائج الانتخابات في الاقليم الوالوني الفرنكوفوني بأن "الخضر منوا بهزيمة كبيرة وأن الاشتراكي استعاد مواقع كان فقدها في انتخابات 1999 بينما تقدم الليبرالي في كل من الاقليم الوالوني واقليم بروكسيل". ويبلغ عدد الناخبين في بلجيكا 7,5 مليون من أصل 10 ملايين مجمل عدد السكان. و يعد الانتخاب حقاً وواجباً ، اذ يغرّم القانون الناخب الذي يتغيب عن مراكز الاقتراع من دون سبب مقبول.