عكست نتائج الانتخابات التي جرت أمس في بلجيكا على المستويين المحلي والأوروبي تباينا واضحا في اتجاهات وخيارات الناخبين بين الطائفتين الفرانكفونية جنوب البلاد والفلمنكية الشمالية. ففي جنوب البلاد تمكن الاشتراكيون الوالونيون رغم تراجعهم بواقع سبع نقاط من البقاء في المرتبة الأولى في المقاطعة وتحصلوا على زهاء 29 في المائة من الأصوات. ولم يتمكن اللبراليون بقيادة وزير الخزانة الاتحادي ديديه رندرس من تحقيق ثغرة حاسمة وضلوا في المرتبة الثانية ، فيما تمكن أنصار البيئة من حزب الخضر / ايكيلو / من تحقيق نجاح كبير وضاعفوا عدد أصواتهم في الاقتراعين الأوروبي والمحلي وباتوا القوة الثانية في مقاطعة والونيا قبل حزب النادي المسيحي الإنساني. وتمكن أنصار البيئة من الفوز بزهاء 19 في المائة من أصوات الناخبين في مقاطعة والونيا و 20 في المائة في بروكسل العاصمة. أما الليبراليون الفرانكفونيون الذين قادهم على الصعيد الأوروبي مفوض شؤون التنمية الأوروبي لوي مشيل فقد سجلوا نسبة 26 في المائة من الأصوات في مقاطعة والونيا في الاقتراع الأوروبي. وتحصل حزب النادي المسيحي الإنساني على 13 في المائة من الأصوات. وفي مقاطعة الفلاندر الشمالية سجل القوميون الفلمنكيون تقدما كبيرا وتحصل الحزب الديمقراطي الفلمنكي الحاكم على الصعيدين الاتحادي والمحلي على المرتبة الأولى فيما سجل الحزب القومي الفلمنكي المتحالف معه / ان - في - ا / تقدما كبيرا في الانتخابات المحلية وكذلك قائمة القومي الفلمنكي / ديديكر. وتراجع الحزب اللبرالي الفلمنكي الذي ينتمي إليه وزير الخارجية ديغوت إلى 15 في المائة وكذلك حزب الفلامس بيلانغ المتطرف المناهض للمهاجرين كما تراجع أنصار البيئة المنتمين لحزب الخضر. وتعكس نتائج الانتخابات ظهور معادلة جديدة في بلجيكا حيث تضل الأحزاب المتشبثة بوحدة البلاد مسيطرة على الشق الجنوبي فيما سجلت الأحزاب الاستقلالية في مقاطعة الفلاندر سيطرة شبه تامة على الساحة السياسية مما قد يولد مشادة طائفية جديدة في البلاد. // انتهى // 1010 ت م