اعتبر رئيس "تجمع الديموقراطيين العراقيين" وزير الخارجية العراقي السابق عدنان الباجه جي أمس ان الوجود الاميركي في العراق "موقت"، ولن تكون هناك حاجة اليه بعد تشكيل الحكومة العراقية الموقتة. وانتقد الأحزاب التي شكلت ميليشيات لأنها تعطل العمل الديموقراطي. ونقلت صحيفة "الوطن" الصادرة عن الحركة الوطنية العراقية عن الباجه جي قوله ان "الوجود الاميركي موقت وهذا يعيه الاميركيون ايضاً، فلا حاجة لوجود اميركي دائم وعندما تتوافر الامكانات لتكوين حكومة انتقالية فلا مبرر له". وأضاف: "قد يكون اعتقادهم ان بقاءهم في العراق سيجعلهم يعثرون على أسلحة الدمار الشامل ولذلك فإنهم سيستمرون في البحث عن ذلك وهذا الأمر لا يتعلق بنا وإنما هو بيد الاممالمتحدة واميركا". وعن المرحلة المقبلة، قال: "سيتم التركيز على اعادة بناء العراق والتمهيد لوضع الدستور وقيام الديموقراطية واجراء انتخابات حرة. اما بالنسبة للسياسة الخارجية فالقضايا المتعلقة بها تقرر من قبل الحكومة المنتخبة في ما بعد". ورأى ان عملية "اعمار العراق يجب ان يتولاها العراقيون ولكننا سنحتاج الى مساعدات ليس فقط من قبل التحالف بل من الدول الاخرى العربية والاجنبية لان مسألة الاعمار تحتاج الى اموال طائلة ليس بوسع اقتصادنا ان يتحملها بسبب حجم الدمار الهائل والخراب الذي احدثته الحرب". وأوضح: "نحن نسعى لعقد مؤتمر موسع يضم ممثلين عن جميع فئات المجتمع العراقي لانتخاب حكومة انتقالية تقوم بمهمات ادارة البلاد خلال هذه الفترة العصيبة لحفظ الامن والاستقرار وانعاش الاقتصاد وتوفير فرص العمل للمواطنين وانجاز الخدمات الاساسية والاعداد للانتخابات في المستقبل لتكوين جمعية تأسيسية لوضع الدستور واقراره من قبل الشعب ومن ثم انتخاب حكومة وطنية تستمد شرعيتها من الشعب العراقي". وانتقد الباجه جي الميليشيات المسلحة التابعة لبعض الاحزاب والحركات وقال: "نحن لا نؤمن بالميليشيات الخاصة. فحركتنا لا تملك ميليشيات خاصة واعتقد ان الديموقراطية الحقيقية لا يكون لها أي نصيب من النجاح اذا كانت لها ميليشيات او مجموعات مسلحة، لذلك ينبغي ان نتجنب هذا الشيء تماماً". وخلص الى القول: "انا متفائل واعتقد ان هناك مؤشرات تبشر بالخير وأهمها محافظة الشعب العراقي على وحدته وتماسكه وعدم حدوث ما يسيء الى هذه الوحدة، فالتفاهم والتكاتف والوحدة التي جمعت العراقيين بعد رحيل النظام السابق كانت مفاجأة رائعة لجميع الاطراف وهذا ما يبشر بخير لانبثاق نظام ديموقراطي قائم على احترام رأي الاخر".