اعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم، بعد لقائهما في باريس أمس، ان رفع مستوى العلاقات القطرية - الاسرائيلية "رهن بتطور مسيرة السلام التي تستدعي ادراك كل طرف حق الآخر في الوجود"، معتبراً أن لا رابح في الحرب الدائرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وذكر ان لقاءه شالوم ركز على الوضع في الشرق الأوسط ومسيرة السلام، في ضوء رغبة قطر في لعب دور لإعادة الأطراف الى طاولة المفاوضات، إذ "لا نهاية لهذا النزاع إلا بحصول الفلسطينيين على حقوقهم وفقاً لقرارات مجلس الأمن، عبر استئناف المفاوضات". وأشاد باعلان "خريطة الطريق" والتزام الرئيس جورج بوش المسيرة السلمية، مشيراً الى ان تحقيق ذلك يتطلب "تضحيات متبادلة من الطرفين لإنهاء العنف". ورأى ان السلام بحاجة الى أكثر من مبادرات وأن "لا بد لكل من الأطراف ان يدرك حق الآخر في الوجود والعودة الى ما اتفق عليه في أوسلو ومدريد، وفي صعيد مجلس الأمن". وقال رداً على سؤال ان الوضع بحاجة الى عمل جدي وأن العلاقة المميزة بين قطر ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، لا تعني ان باستطاعة الأخير التخلي عن الأمور الأساسية. وعن رفع مستوى العلاقات القطرية - الاسرائيلية قال الشيخ حمد بن جاسم انه "رهن بتطور مسيرة السلام وبالأمل المنبعث من خلالها، وهناك مبادرة عربية أقرت في بيروت حول تطبيع العلاقات مع اسرائيل". وبالنسبة الى معاهدة سلام بين قطر واسرائيل قال الشيخ حمد انه رد على سؤال وجه اليه عما إذا كان يعارض معاهدة مع اسرائيل، فأجاب انه لا يعارض، لكنه أضاف انها "ليست ضرورية الآن، إذ لا حدود مشتركة بين البلدين". وزاد ان "الجميع يعرف ان هناك صعوبات، وإذا توافرت النية الحسنة، يمكن تسوية المشكلات مع الفلسطينيين، وفي شأن الجولان، فتتغير الأمور". وتابع ان "الجلوس حول طاولة مع اسرائيلي لا يعني التخلي عن كل شيء، والمهم هو العودة الى التفاوض، وقطر تتطلع الى علاقات جيدة مع الجميع، بما في ذلك اسرائيل، لكن هناك الكثير مما ينبغي فعله للوصول الى ذلك". واعتبر شالوم ان اللقاء مع الوزير القطري يشكل "بداية لتحسين العلاقات مع قطر والعالم العربي، واشارة مهمة الى الاسرائيليين بأن هناك أطرافاً مستعدة للتفاوض معنا واقامة علاقات ثنائية أفضل". واستدرك: "إذا أقدمت القيادة الفلسطينية الجديدة على القرارات الصحيحة، ستجدنا شركاء حقيقيين لها في السلام، وحان الوقت ليقدم كل قادة المنطقة على خيارات جدية باتجاه السلام". وتابع انه واثق بأن "مكافحة الارهاب ومواصلة الاصلاح ستحملان اسرائيل على القيام بخطوات لتحسين معيشة الفلسطينيين والاسرائيليين". ورأى ان لقاءه الشيخ حمد بن جاسم يظهر "التعاطي القطري الايجابي مع الأمور، ويثير امكان انضمام دول أخرى الى هذا الاسلوب، ويساهم في تحسين العلاقات الثنائية ويدفع الى رفع مستواها". وذكرت مصادر مطلعة ان وزارة الخارجية الفرنسية أبلغت اللقاء مساء أول من أمس، وان الوزير الاسرائيلي غادر باريس متوجهاً الى لندن، ولم يقابل أياً من المسؤولين الفرنسيين. وسيلتقي شالوم في لندن التي يزورها لأربعة أيام نظيره جاك سترو، ورئيس الوزراء توني بلير. وكانت الاذاعة الاسرائيلية أشارت الى ان لقاء باريس أعد له سراً، وهو أول اجتماع يعقده شالوم مع وزير خارجية دولة عربية منذ تعيينه في منصبه في 27 شباط فبراير. في غضون ذلك، استبقت اسرائيل الاجتماع المقرر بين رئيس وزرائها ارييل شارون ومحمود عباس ابو مازن مساء السبت، بتصعيد اعتداءاتها على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ما ادى الى استشهاد خمسة منهم واصابة حوالى ثلاثين آخرين وهدم 14 منزلا. وفيما اعلن الفلسطينيون ان "ابو مازن" سيطالب شارون خلال الاجتماع الذي سيشارك فيه رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ووزير الشؤون الأمنية محمد دحلان، بالموافقة على "خريطة الطريق" من دون تعديل، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال الجلسة الاسبوعية لحكومته امس ان البحث سيتركز في اللقاء على "المواضيع الأمنية"، وانه سيلح على "ابو مازن" من أجل "مكافحة الارهاب بلا هوادة"، نافياً أي طابع سياسي للقاء الذي سيرفع اسهمه في البيت الابيض، حيث سيلتقي الرئيس جورج بوش الثلثاء المقبل. ونفى شارون مجدداً وجود أي ضغوط اميركية على الدولة العبرية. في حين قالت مصادر اسرائيلية ان وزير الدفاع شاؤول موفاز ودوف فايسغلاس مدير مكتب شارون والذي قاد الاتصالات مع الادارة الاميركية في شأن التعديلات الاسرائيلية على "الخريطة"، سيشاركان في الاجتماع. واعلن 15 عضواً في "اللوبي البرلماني" للمستوطنين اليهود انهم سيطالبون الشرطة الاسرائيلية باعتقال "ابو مازن" فور وصوله الى مقر شارون السبت. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان هؤلاء ساقوا "انكار" ابو مازن ل"الكارثة اليهودية" مبرراً كافياً لاعتقاله.