أمضى محمد باقر الحكيم رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" 23 سنة في المنفى في ايران، وعاد الى بلاده ليشارك في رسم خريطة عراق ما بعد صدام حسين. ويتوقع ان يكون أحد القادة الدينيين والسياسيين للشيعة الذين يمثلون اكثر من ستين في المئة من سكان العراق. وكان شقيقه عبدالعزيز الحكيم لقي في نيسان ابريل استقبالاً حاشداً في الكوت والعمارة وكربلاء، وحتى في بغداد. والاثنان ابنا آية الله العظمى محسن الحكيم، الزعيم الروحي للشيعة بين 1955 و1970. ولن يقصر الاميركيون في مراقبة الرجل الذي دعا في "رسالة الى الشعب العراقي" في بداية الحرب الى "العمل لفرض قواعد الشريعة وادراجها في الحياة الاجتماعية والسياسية للعراق المقبل". وسيكون الاهتمام الاميركي كبيراً لأن محمد باقر الحكيم يمكن بحسب مصادر في "المجلس الاعلى" ان يترك لشقيقه عبدالعزيز قيادة المجلس الذي تمركز في ايران وكان أكبر حركات المعارضة الشيعية لصدام. وأوضحت المصادر ان الأمر يتعلق بالنسبة الى الأول بالتركيز على دوره "كزعيم سياسي وروحي" للشيعة. وسئل قبل اسابيع هل يفكر في أن يصبح "خميني العراق"، فأجاب مبتسماً انه ليس سوى "أحد جنود" الثورة الاسلامية في العراق. وكان من الطبيعي ان ينتقل باقر الحكيم الذي اعتقل مرتين في السبعينات، الى ايران في 1980 بعد اغتيال النظام البعثي لرفيقه آية الله محمد باقر الصدر. وفي 1983، اوقفت الشرطة العراقية 125 من افراد اسرته قبل ان تقتل 29 منهم. وفي 1988 قتل عملاء للنظام العراقي شقيقه السيد مهدي الحكيم في السودان. وترى أسرته، بعد شهر على فتح السجون العراقية، ان الافراد ال18 الآخرين في اسرته الذين لم تتلق أي معلومات عنهم "استشهدوا". ويقول محسن الحكيم ابن شقيقه ان "النظام العراقي قتل ستة من اشقاء الحكيم بينما قتل سابع في حادث سير، وتوفي ثامن بعدما افرجت عنه الشرطة". اما باقر الحكيم فنجا في السنوات ال23 الأخيرة من سبع محاولات لاغتياله. في كانون الاول ديسمبر 1982، شارك الحكيم في تأسيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" الذي كان يقوده اولاً آية الله هاشمي شهرودي الرئيس الحالي للسلطة القضائية في ايران. وانتقلت قيادة المجلس الى آية الله الحكيم في 1984. وشكل التنظيم جناحاً مسلحاً له هو "فيلق بدر" الذي يقوده آية الله الحكيم، وتتهم الولاياتالمتحدةايران باستخدامه لعرقلة جهودها في العراق بعد الحرب. وسيكون على الحكيم التعامل مع الوجود الاميركي الذي لم يكف عن ادانته، ووصل حتى تهديد الولاياتالمتحدة بمقاومة مسلحة. وعلى رغم اللهجة الحادة التي يفترض ان ترضي القاعدة، يبقى شقيقه عبدالعزيز الحكيم على اتصال دائم بالولاياتالمتحدة. ففي الاول من أيار مايو التقى مدير الادارة المدنية الاميركية في العراق جاي غارنر الذي اعلن اخيراً قرب تشكيل حكومة موقتة، تضم معارضين سابقين بينهم عبدالعزيز الحكيم.