شدد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان أمس على ضرورة انخراط الأسرة الدولية في إعمار العراق، من خلال دور مركزي للأمم المتحدة، معتبراً أن هذا الدور لا بد منه لضمان الشرعية. وقال دوفيلبان في بيان وزعته الخارجية الفرنسية إن "بناء السلام يتطلب تعبئة كل الجهود ووحدة الأسرة الدولية في مواجهة التهديدات وأخطار الانقسام". ونبه إلى حتمية التعامل مع مرحلة ما بعد الحرب على العراق "بطريقة تسمح بتلبية الحاجات الإنسانية والأمنية الملحة، والعمل في الوقت ذاته لضمان نجاح العملية الانتقالية السياسية". وأشار إلى مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن العراق، مؤكداً أهمية "الرد على الأولويات المطروحة في هذا البلد وهي: نظام العقوبات ونزع التسلح وإدارة الموارد النفطية، إضافة إلى تحديد المخرج الملائم لبرنامج النفط للغذاء". وتابع ان فرنسا "تقبل على المفاوضات في مجلس الأمن بذهنية بناءة وبالتشاور مع كل شركائها لتحديد حلول مناسبة لمصالح الشعب العراقي، وبأكبر تأييد ممكن من المجتمع الدولي". وذكر دوفيلبان أنه بعد تلبية الحاجات الملحة "لا بد من العمل لإنشاء نظام عراقي مستقر وديموقراطي، ومعترف به دولياً". واعتبر أن ذلك "يتطلب انخراط الأسرة الدولية، من خلال دور مركزي للأمم المتحدة، لا بد منه لضمان الشرعية". ورأت مصادر فرنسية ان المرحلة الانتقالية في العراق ينبغي أن تكون مماثلة لما حصل في افغانستان، حيث كان هناك مبعوث للأمم المتحدة تتعاون معه السلطات الانتقالية. وذكرت ان المضمون السياسي لمشروع القرار الأميركي يشكل مشكلة بالنسبة الى فرنسا التي "لديها أفكار ستعمل لطرحها، وإذا تعذر التوافق حولها ستكون هناك خيارات" على صعيد النهج الذي تؤيده باريس. واستدركت المصادر: "إذا رفضت الولاياتالمتحدة مثلاً الدور المركزي للأمم المتحدة، قد تلجأ فرنسا الى طلب الغاء أي دور للمنظمة الدولية في العراق، لئلا يكون غطاء للاحتلال". وأشارت الى أن بريطانيا دعت فرنسا الى عدم الاقدام على مثل هذا الخيار، لأن المتشددين في واشنطن قد يستخدمونه كي يستبعدوا الأممالمتحدة كلياً من العراق. وقالت المصادر ان الجانب الفرنسي يطالب باستخدام عائدات النفط العراقي لتمويل نشاط الأممالمتحدة في العراق، وألا يطلب هذا التمويل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وتوقعت أن تبلغ عائدات النفط العراقي 15 بليون دولار سنوياً، استناداً الى سعر النفط الآن، والمراحل المختلفة من برنامج "النفط للغذاء".