اعرب وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان عن امله في ان تنتهي الحرب في اسرع وقت ممكن، مشدداً على وجوب المحافظة على وحدة العراق. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي اشار الى ان لندن وواشنطن تتمنيان تشكيل حكومة ديموقراطية عراقية، ولكنه اضاف ان "هذا غير ممكن بين ليلة وضحاها". وقال دوفيلبان انه بحث مع سترو المخاطر الانسانية في العراق، مؤكداً ضرورة تعبئة الأسرة الدولية لمواجهة هذه المخاطر. واكد حرص فرنسا على "ابقاء العلاقة الجيدة بين فرنساوبريطانيا وتعزيزها على رغم بعض الخلافات". وسألت "الحياة" الوزير البريطاني عما اذا كان الرئيس جورج بوش موافقاً على تسلّم الاممالمتحدة ادارة العراق في المرحلة الانتقالية، فقال ان كلا الدولتين، الولاياتالمتحدةوبريطانيا، تريد ان تتولى حكومة عراقية ادارة الامور، ولكنه اضاف ان "هناك مسؤولية للدولتين في المحافظة على الامن وهذا يتطلب البقاء مدة معينة". وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية ان بريطانيا تحاول توحيد الموقف الاوروبي للمطالبة بدور للامم المتحدة بعد الحرب لتعزيز موقف بعض المسؤولين في الادارة الاميركية. وترى فرنسا ان مصلحة الولاياتالمتحدة تقضي بأن يكون للامم المتحدة الدور الاساسي في المرحلة الانتقالية وان باريس لن تتراجع عن موقفها. وهذا ما اكده الرئيس جاك شيراك حين اعلن انه لن يوافق على دور ثانوي للمنظمة الدولية يكون غطاء للاحتلال. واكد سترو أ ف ب في المؤتمر الصحافي المشترك مع دوفيلبان "نرغب نحن والولاياتالمتحدة في تشكيل حكومة عراقية ديموقراطية في اسرع وقت ممكن". الا انه قال ان "ذلك لا يمكن ان يحدث بين ليلة وضحاها". وكان شيراك اكد الثلثاء ان تحديد مستقبل العراق يرجع الى الاممالمتحدة وليس الى بريطانيا او الولاياتالمتحدة. وقال ان "على المجتمع الدولي ان يتحرك لمواجهة المخاطر الانسانية". وانه يأمل في ان تلعب الاممالمتحدة دوراً اساسياً في عراق ما بعد الحرب. وقال سترو انه يعتقد ان الحرب على العراق ستنتهي قريباً مؤكداً ان الهدف من الحملة العسكرية ليس انتزاع السيطرة على البلد الغني بالنفط. واضاف: "العمل العسكري ليس غزواً. انه للتحرير … نريد إطاحة حكومة صدام حسين". وزاد ان البحث لا يزال مستمراً عن اسلحة الدمار الشامل التي تتهم كل من بريطانيا وواشنطن العراق بامتلاكها. وقال مسؤول اميركي رويترز ان وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي تعتقد بأن كثيراً من العراقيين سيرفضون تولي زعماء منفيين من المعارضة دوراً في حكومة جديدة. وقال المسؤول المطلع على تقرير ل"سي آي اي" ان "المواطنين العراقيين لا ينظرون اليهم المعارضة في الخارج نظرة استحسان". ويتناول التقرير رأي العراقيين في تولي جماعات المعارضة دوراً بارزاً في حكومة جديدة. وجاء فيه ان احمد الجلبي أحد قادة "المؤتمر الوطني العراقي" ومحمد باقر الحكيم زعيم "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" لن يجدا تأييداً يذكر بين العراقيين. وتم توزيع القرار على مسؤولي الادارة الاميركية في نهاية آذار مارس الماضي، ولم يشأ ناطق باسم "سي آي اي" التعقيب على النبأ. دوفيلبان يبدأ غداً جولة عربية الى ذلك يقوم وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان بجولة يزور فيها كلاً من مصر مساء غد الجمعة ثم سورية ولبنان السبت، وبعدهما السعودية الأحد، ويلتقي المسؤولين في هذه الدول العربية ويلقي خطاباً أساسياً عن الشرق الأوسط في القاهرة.