تزامن وصول وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إلى بغداد أمس، واستعداد الرئيس جورج بوش لإعلان انتهاء المعارك الكبرى في العراق، مع وقوع ثلاثة قتلى عراقيين برصاص الجنود الأميركيين الذين اطلقوا النار على متظاهرين ضد الاحتلال في بلدة الفلوجة 50 كيلومتراً غرب بغداد لليوم الثاني على التوالي. وكان رامسفيلد وصل أمس إلى بغداد قادماً من البصرة. وقال في رسالة مسجلة إلى العراقيين إن "هدفنا إعادة الاستقرار، وسيكون بإمكانكم تشكيل حكومة انتقالية… ان قوات التحالف ستبقى في العراق ما دام وجودها ضرورياً ولن تبقى يوماً واحداً أكثر". وحض العراقيين على المساعدة في العثور على القادة السابقين وإزالة تأثير حزب "البعث"، و"تخليص العراق من المقاتلين الأجانب الذين قدموا من بلدان مجاورة ويريدون ارتهان بلدكم". وأعلن وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مايك اوبراين أن "قوات التحالف ستبقى في العراق 90 يوماً". والتقى رامسفيلد رئيس الإدارة المدنية الجنرال جاي غارنر الذي قال إن على الأميركيين أن "ينظروا في المرآة ويشعروا بالفخر ويقولون نحن أميركيون" لإطاحتهم الرئيس صدام حسين. وفي بلدة الفلوجة غرب بغداد فتحت القوات الأميركية النار أمس لليوم الثاني على حشود غاضبة. وأعلن مسؤول في المستشفى الرئيسي في البلدة أنه رأى ثلاثة شبان قتلى اصيبوا في الرأس. وبرر الأميركيون الأمر بأنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم. وكان المتظاهرون الذين رفعوا شعارات ضد الاحتلال يحتجون على مقتل 13 عراقياً أول من أمس واصابة 75 آخرين. وفي واشنطن، أعلن البيت الابيض أمس أن بوش سيعلن اليوم نهاية المعارك في العراق. وقال الناطق باسم الرئاسة آري فلايشر ان بوش سيعلن في خطاب يلقيه من على متن حاملة الطائرات "يو اس اس ابراهام لنكولن" قبالة سان دييغو كاليفورنيا، جنوب شرق ان "العمليات الحربية الاساسية انتهت". وقال مسؤولون اميركيون إن بوش لن يعلن في هذه المناسبة انتصار الولاياتالمتحدة. وأضاف الناطق ان الخطاب "لا يمثل من الناحية القانونية انتهاء المعارك" في العراق. وأشار إلى أنه سيقرأ رسالة تلقاها الثلثاء من قائد القوات الاميركية في العراق، الجنرال تومي فرانكس، جاء فيها "ان المعارك الكبيرة انتهت وبدأت المرحلة التالية، مرحلة اعادة اعمار العراق". وأضاف المتحدث الرئاسي ان بوش يريد ان "يعطي أهمية لهذه اللحظة" بإلقاء كلمة متلفزة تبث عبر انحاء البلاد كالكلمة التي ألقاها في 19 آذار مارس للإعلان رسمياً عن بدء الحرب. وسيقول الرئيس الأميركي أيضاً ان "الشعب العراقي اصبح يتمتع بالحرية" وان "تهديد العراق للولايات المتحدة انتهى". إلى ذلك، أعلن منسق شؤون الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية ان الوزير كولن باول أوصى بوش برفع العراق عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب لتسهيل التجارة مع بغداد.