قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد خلال زيارته الاولى الى العراق أن الولاياتالمتحدة لا تنوي البقاء طويلا في العراق. وهي الزيارة الاولى لمسؤول أمريكي على هذا المستوى الى العراق منذ الاطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال رامسفلد امام الجنود الأمريكيين: جئتم الى هنا لا للسيطرة ولا للاحتلال بل للتحرير، والشعب العراقي يعرف ذلك. وكان قد قال قبل ذلك في رسالة مسجلة من المفترض ان تبث الى الشعب العراقي عبر طائرة خاصة وتلتقط اذاعيا: دعوني اكون واضحا ان العراق هو ملككم. ان التحالف لا ينوي امتلاك العراق ولا حكمه. وجاء كلام رامسفلد من مقر قيادة القوات الأمريكية في احد قصور صدام حسين وسط بحيرة اصطناعية قرب مطار بغداد. واضاف ان هدفنا هو اعادة الاستقرار. وسيكون بامكانكم تشكيل حكومة انتقالية، ستكون حرة ومن اختياركم، ان قوات التحالف ستبقى في العراق ما دام وجودها ضروريا ولن تبقى يوما واحدا اكثر. وكان قد باشر رسالته بالقول: مرحبا، انا دون رامسفلد. ودعا العراقيين الى المساعدة في العثور على القادة العراقيين السابقين. وقال: لا بد من العثور على ما تبقى من قادة النظام السابق والتاكد من ان تاثير حزب البعث قد زال. نحن بحاجة لمساعدتكم لالقاء القبض عليهم. واضاف ان قوات التحالف حققت بعض النجاح في هذا المجال عبر القاء القبض على بعض المسؤولين البعثيين بمساعدة عراقيين ونحن بحاجة لمساعدتكم ايضا لتخليص العراق من المقاتلين الاجانب هؤلاء الذين قدموا من بلدان مجاورة ويريدون ارتهان بلدكم. وكان رامسفلد قد وصل ظهر أمس الى بغداد المحطة الاخيرة من جولته الخليجية. وحرصا منه على ابداء الاهتمام بالامور الحياتية في العراق زار رامسفلد محطة توليد كهربائية في جنوب العاصمة. وسلك موكبه وسط اجراءات امنية مشددة وبحماية مروحيات طريقا مليئة بحطام اليات عسكرية عراقية. وفي المحطة الكهربائية استمع رامسفلد الى ضباط شرحوا له ان الامن يبقى المشكلة الاساسية لان الجرائم والسرقات اكثر بكثير من اعمال المقاومة المسلحة للأمريكيين. كما التقى رامسفلد برئيس الادارة المدنية الأمريكية في العراق الجنرال جاي غارنر المكلف اعادة اعمار العراق. وقال غارنر: هناك تظاهرات وهذا يعتبر خطوة اولى نحو الديموقراطية. وقال القومندان اندي باكوس لرامسفلد انه تمت اعادة التيار الكهربائي بنسبة تتراوح بين 40 و50 بالمئة وأن جميع محطات التوليد في العاصمة تعمل بشكل او بآخر إلا أن النظام الكهربائي بكامله يبقى هشا بشكل عام. وقال ضابط اخر هو الميجر بافورد بلونت حتى ولو لم نزل نسمع طلقات نارية فان الوضع بات ممسوكا افضل من قبل والمقاومة سيئة التنظيم .. لدي نحو عشرين الف جندي في المدينة وهم في كل مكان. وكان رامسفلد قد بدأ زيارته أمس للعراق بوصوله الى البصرة في جنوبالعراق ورافقه الجنرال ديفيد ماكيرنان قائد قوات التحالف الأمريكية البريطانية البرية. وقد استقبلهم في مطار البصرة الميجور جنرال روبين بريم قائد الفرقة البريطانية المدرعة الاولى التي تسيطر على المنطقة المحيطة بالبصرة. واثناء تواجده في قاعة الاستقبال في المطار اشاد رامسفلد بالجنرال بريم وقواته لما وصفه بالنصر العسكري الرائع. وكانت اخر مرة زار فيها رامسفلد بغداد في ديسمبر 1983 في أوج الحرب بين العراق وايران والتقى خلالها سرا بصدام حسين للقيام بمهمة ادت الى التقارب بين الولاياتالمتحدةوالعراق.