عينت قيادة القوات البريطانية في مدينة البصرة زعيم قبيلة محلي لتشكيل لجنة مدنية لإدارة ثاني اكبر المدن العراقية، والتي دخل اليها الجيش البريطاني الاثنين بعد اسبوعين من محاصرتها، وذلك في اول خطوة سياسية من نوعها منذ بدء الحرب على العراق في 20 آذار مارس الماضي. وفيما اكد ناطق عسكري بريطاني ان قواته تحتاج الى ايام عدة قبل إعلان المدينة آمنة، شهدت البصرة امس حركة عودة لسكانها الذين كانوا فروا منها خلال المعارك التي خاضتها القوات البريطانية ضد القوات النظامية والميليشيات العراقية اثناء فترة الحصار. اطلبت القوات البريطانية من شيخ قبيلة عراقي تشكيل لجنة لتسيير مدينة البصرة. وقال الناطق العسكري البريطاني الكولونيل كريس فيرنون للصحافيين في الكويت: "اتصل بنا زعيم قبيلة محلية ... والتقاه قائد الفرقة البريطانية مساء امس الاثنين. وسيشكل من الآن ادارة في منطقة البصرة وطلبنا منه تكوين لجنة ممثلين للاهالي". ورفض الكولونيل فيرنون كشف هوية شيخ القبيلة، لكنه اكد انه شخصية "ذات قيمة وصدقية". واضاف: "طلبنا منه تشكيل لجنة اولية للبدء في اقامة ادارة مدنية". واكد ان حزب البعث الحاكم في العراق اصبح مجرد ذكرى في البصرة. وقال ان المدينة "حرة الآن وآخر عناصر الرقابة البعثية البغيضة اختفوا". واضاف ان القوات البريطانية ستعمل على منع تكرار عمليات النهب التي حصلت الاثنين الماضي في المدينة. وقال ان الجنود لم يتدخلوا الاثنين لان دورهم الاساسي هو القتال. واكد انه "لا توجد ازمة انسانية في البصرة التي تملك ما يكفي من الغذاء حتى نهاية ايار مايو المقبل. وفي المقابل ستعمل القوات البريطانية على تحسين كميات الماء الصالح للشرب"، واضاف ان المدينة ليست "مشلولة"، مشيراً الى ان البريطانيين سيعملون على اسناد ادارة شؤونها يوماً بعد يوم الى مسؤولين محليين. وذكر ان شباط شراط مراقبين عرضوا خدماتهم وان البريطانيين مستعدون للعمل مع السلطات المحلية اذا لم تكن لديها علاقة بحزب البعث. ايام عدة لتأمين المدينة وقال الناطق العسكري البريطاني الكولونيل ال لوكوود في قاعدة السيلية قطر مركز القيادة الاميركية الوسطى امس، ان القوات البريطانية بحاجة الى "ايام عدة قبل ان تعلن ان مدينة البصرة آمنة". واضاف "اعتقد بأننا نستطيع القول بثقة ان المدينة حررت... لكنها ليست آمنة تماماً بعد. فربما ظلت هناك بعض جيوب المقاومة ... ننتشر اليوم لتوفير الامن في المدينة" التي قال عنها انها "ليست آمنة تماماً حتى الآن ونحن بحاجة الى ايام عدة كي نعلنها آمنة". واشار الى ان القوات البريطانية عثرت على عدد كبير من الاسلحة في المدينة وانها ما زالت مستعدة للتعامل مع اية عناصر مقاومة صغيرة. وقال "دخلت عناصر من الفوج المظلي الثالث امس الى المدينة القديمة حيث كانت آخر جيوب المقاومة... لقد ذابت المقاومة". واضاف "ظلت البصرة هادئة ليل الاثنين وخلال النهار. واليوم امس سنجري عمليات بحث لتحديد مواقع جيوب المقاومة التي نعرف انها موجودة". وقال "عادت الحياة الى حد كبير الى طبيعتها في المدينة". مضيفاً ان الحافلات العامة عادت تسير فيها. وتدفق البشر والسيارات في شوارع البصرة امس بعد يوم من دخول القوات البريطانية اليها، وعبر كثيرون عن غضبهم بسبب نقص المياه وتعطل القانون والنظام. ورحلت قوات المظليين التي دخلت المدينة الاثنين لكن عشرات الدبابات البريطانية تمركزت في مواقع عند المفترقات الرئيسية وبدأ الجنود توزيع الماء في اربع نقاط. وقال الكابتن غيليس ماليك "كل ما نفعله اليوم هو اظهار وجود لقواتنا يتيح للناس ان يشعروا بالثقة فيخرجوا الى الشوارع ويفعلوا ما يريدون". وكانت الاجواء في الشوارع حول القوات ممتلئة بالاثارة وفي ميدان العاصمة الرئيسي انزلت صورة كبيرة للرئيس صدام حسين. لكن السكان بعيداً عن الجنود اشتكوا من قلة المياه. وقال صلاح عبدالصبور 64 عاماً "كي يخرجوا صدام اصبح الشعب العراقي جائعاً وعطشاناً. ما الذي يفعله هؤلاء الجنود. لم نحصل منهم على اي شيء". وخارج مستشفى البصرة العام صرخت امرأة "اين معوناتهم... اين نقودهم.. كل ما حصلنا عليه هو ماء قذر". وقال الكابتن نيال برينان من الحرس الارلندي ان الحكومة العراقية قطعت امدادات المياه والكهرباء عن البصرة. واكد ان الكهرباء أُعيدت الآن الى معظم المدينة. كما تمت صيانة معامل معالجة المياه. لكنه قال ان شبكة المياه التالفة والملوثة في حاجة الى اصلاح وانه لا يعرف كم سيستغرق ذلك.