اعترفت قيادة القوات البريطانية في جنوبالعراق بأنها تواجه مقاومة في منطقة البصرة، فيما اعلن وزير الدفاع البريطاني حصول تقدم عسكري لقوات في المنطقة، مشيراً الى انها ستتوغل اكثر داخل المدينة في الوقت المناسب. واعترف مسؤول عسكري بريطاني بأن قواته استخدمت نوعاً من القنابل العنقودية ضد المدافعين عن المدينة. وبث التلفزيون العراقي أمس صوراً لحطام طائرة مقاتلة اميركية اسقطها العراقيون في البصرة. وقال مسؤول عسكري اميركي إن مشاة البحرية المارينز أحكموا حصارهم على مدينة الناصرية. معسكر السيلية قطر، الكويت، لندن، واشنطن، قرب البصرةجنوبالعراق - أ ف ب، رويترز، ق ن أ - أعلن الناطق العسكري البريطاني في الكويت الكولونيل كريس فرنون امس ان القوات البريطانية التي تخوض معارك للسيطرة على مدينة البصرة، لا تزال تواجه مقاومة من المسلحين العراقيين. وقال إن عددهم "ألف وربما أكثر". واضاف "من الواضح ان عناصر من اللواء 51 الذين اعطيناهم فرصة للاستسلام انسحبوا الى داخل المدينة". وأكد انه ليس لدى القوات البريطانية حالياً خطط لشن هجوم على المدينة، لكنها تنفذ عمليات توغل فيها باستمرار. واضاف: "اننا في الداخل والخارج بحسب الظروف. ندخل اليها ونخرج منها وسيأتي يوم نبقى في الداخل". منفذ من البصرة ونفى ان تكون القوات البريطانية تحاصر المدينة في شكل كامل، مشيراً الى فتح ممر في شمال شرقيها على نهر دجلة. وأقر بأن مثل هذا الوضع قد يسمح للقوات العراقية بالحصول على تعزيزات، لكنه اضاف "اننا نراقب القطاع". وفي الاطار نفسه، قال الناطق باسم القوات البريطانية في قاعدة السيلية قطر الكولونيل ال لوكوود امس ان القوات البريطانية تسيطر على مداخل المدينة، لكنها لا تمنع خروج أو دخول المدنيين منها وإليها. وشدد الكولونيل فرنون على ان القوات البريطانية حصلت على مساعدة من سكان البصرة الذين زودوها معلومات عن اعضاء في حزب البعث الحاكم. واضاف "انهم يبلغوننا عن المكان الذي سيعقد فيه الحزب اجتماعاً، وبعد ساعات يكون هذا المكان قد زال". بلير وهون وفي لندن، اطلع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء البريطاني على تطورات الوضع العسكري في العراق. وذكر الناطق باسم مقر رئاسة الحكومة البريطانية ان رئيس الوزراء أكد على أن الوقائع حول مدينة البصرة توضح ان التغيرات التي تحققت لا رجعة فيها. إلى ذلك، أبلغ وزير الدفاع البريطاني جوفري هون مجلس الوزراء ان القوات البريطانية حققت تقدماً بارزاً حول مدينة البصرة، وانها تسيطر الآن على ضواح رئيسية منها وستتوغل اكثر في المدينة عندما ترى ان الوقت مناسب لذلك. وقال إن جنوداً بريطانيين يسعون الآن إلى كسب تأييد الشعب العراقي بمستوى التركيز ذاته على العمل العسكري "ولهذا السبب من المهم ان يكون في المناطق التي تعمل فيها القوات البريطانية شعور متزايد بعودة الحياة الى طبيعتها". حطام مقاتلة أميركية في البصرة من جهة أخرى، بثت القناة الفضائية العراقية امس صوراً لحطام طائرة مقاتلة اميركية اسقطها العراقيون في البصرة، من دون ان تحدد تاريخ سقوطها. وتظهر الصور اجزاء من حطام الطائرة الاميركية عليها كتابات وارقام بالانكليزية. كما يبدو بوضوح هيكلها المحطم واجزاء من اجنحتها وذيلها على الارض. وقال مذيع الفضائية العراقية "اصطاد رجال دفاعنا الجوي طائرة مقاتلة اميركية مجرمة بعدما اغارت على منطقة سكنية في البصرة"، مشيراً إلى أنهم "اصلوها بنيرانهم فسقطت مهانة تحت أقدامهم ... هذه تكنولوجيا العدو الغبية حولناها الى خردة". وكانت القيادة الاميركية الوسطى اكدت امس ان طائرة من طراز "اف - ايه 18 هورنيت" اسقطت بينما كانت تشارك في مهمة فوق العراق من دون تحديد المنطقة التي سقطت فيها او سبب سقوطها. قنابل عنقودية بريطانية وأعلنت القوات البريطانية المتمركزة قرب مدينة البصرة انها استخدمت نوعاً من القنابل العنقودية ضد المدافعين عن المدينة. ونقلت إذاعة لندن عن ناطق عسكرى بريطاني قوله ان القنابل الصغيرة من طراز "ال -20" التي تطلق من مدافع ثقيلة استخدمت في ضواحي البصرة. وأوضح المصدر انها لا تطلق "الا في مناطق مكشوفة وفيها قوات عراقية بأعداد كثيرة". يذكر ان استخدام هذه الاسلحة أثار جدلاً كبيراً في حروب سابقة نظراً لأن المدنيين يمكن ان يقتلوا بفعلها لانها تنتشر فوق مساحة شاسعة من الارض. وعن تطور الأوضاع العسكرية على محور الناصرية، قال ناطق عسكري اميركي ان مشاة البحرية المارينز شددوا قبضتهم على الناصرية، بعد التغلب على المقاومة العراقية من جانب "فدائيي صدام" خلال الاسبوع الماضي. إلى ذلك، اعلنت القيادة المركزية الاميركية في قطر ان جندياً من مشاة البحرية المارينز كان على شاحنة صُرع عندما علق مدفعه بخطوط طاقة منخفضة الارتفاع في مدينة الناصرية.