وعد الرئيس الاميركي جورج بوش امس بأن يركز اهتمامه على تسوية الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني فور اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين من السلطة. وجاء وعده هذا فيما نفت مصادر قريبة من رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمود عباس ابو مازن ما زعمته مصادر اسرائيلية من أنه يفكر في التراجع عن رئاسة الحكومة بسبب "تدخلات" من جانب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. راجع ص 10 واشار بوش الى عملية السلام في ايرلندا الشمالية التي يقودها رئيس الوزراء توني بلير كنموذج محتمل قائلاً أنه "مستعد لبذل المقدار نفسه من الجهد" في الشرق الاوسط. وقال بوش بعد ثالث لقاء له منذ اقل من شهر مع بلير، ان انهاء نظام صدام "سيزيل مصدر عنف وعدم استقرار في الشرق الاوسط". وبناء على الحاح من بلير وعد بوش بنشر خطة السلام التي يطلق عليها "خريطة الطريق" التي تتضمن اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 فور تصديق المجلس التشريعي الفلسطيني على تشكيل مجلس وزراء جديد برئاسة محمود عباس ابو مازن. وابلغ بوش الصحافيين بعد القمة التي استمرت يومين في قلعة هيلزبورو في بلفاست عاصمة ارلندا الشمالية انه "سعيد" باختيار "ابو مازن" و"اتطلع الى أن يشكل ابو مازن حكومته حتى نتمكن من اصدار خريطة الطريق". ورحب الاوروبيون بالالتزام الاميركي ب"خريطة الطريق" باعتباره وسيلة لاحتواء الغضب في العالم العربي ازاء الغزو الاميركي - البريطاني للعراق. لكن محللين وديبلوماسيين شككوا في التزام بوش وساطة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأعتبروا ان بوش وعد بإصدار "خريطة الطريق" كمجاملة لبلير الذي يواجه معارضة شديدة في الداخل لمساندته الحرب على العراق. وقال بوش: "نحن ملتزمون تنفيذ خريطة الطريق من اجل ان يقترب اليوم الذي نرى فيه دولتين اسرائيلية وفلسطينية تعيشان في سلام واستقرار". وأضاف: "السلام في الشرق الاوسط يتطلب التغلب على الانقسامات العميقة المتعلقة بالتاريخ والدين. لكننا نعلم ان هذا ممكن. فهو يحدث في ارلندا الشمالية"، مشيرا الى جهود بلير لبعث حياة جديدة في عملية السلام في هذا الاقليم الذي تحكمه بريطانيا. وزاد بلير نفسه: "اقول للذين يقولون احياناً انه لم يعد هناك امل في السلام في الشرق الاوسط ان في امكاننا النظر الى ارلندا الشمالية واستخلاص بعض الأمل مما حدث". في غضون واصل وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر جولة تشمل اسرائيل والاراضي الفلسطينية للترويج ل"خريطة الطريق" والحض على تطبيقها. وعلى رغم الجهود التي بذلها ليثبت العلاقات الحميمة بين المانيا واسرائيل، فقد اعتبر اقطابها انه يشكل "رأس حربة" في الهجوم الاوروبي المتوقع مستقبلاً للبدء في تنفيذ "خريطة الطريق". وتعارض حكومة شارون استئناف المفاوضات قبل توقف الهجمات الفلسطينية كما تصرّ على ادخال تعديلات على "خريطة الطريق". ومن المعروف أن غالبية اعضاء حكومة شارون تتمسك ببقاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعلن ان واشنطن تعتزم دعم خطة السلام "كما هي" من دون تعديلات من اي من الجانبين لكنه اكد انها لن تفرض على اي منهما. وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية الاحد الماضي ان اسرائيل ستطلب من الادارة الاميركية في حال رفضها التعديلات الاسرائيلية التوصل الى "تفاهمات جانبية" معها توضع في اطارها "خطوط حمر" مشتركة كشرط لتنفيذ الخريطة.