ساد جو من التفاؤل الحذر في اعقاب نشر خطة خريطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط امس الاربعاء والهادفة الى انهاء دورة العنف المستمرة منذ 31 شهرا. وسلم دبلوماسيون كلا من رئيسي الوزارء الاسرائيلي ارييل شارون، والفلسطيني محمود عباس نسخة عن الخطة بعد اداء عباس اليمين الدستورية، وبعد وقت قصير على وقوع هجوم فدائي في تل ابيب ادى الى مصرع اربعة اشخاص. وقد صاغت اللجنة الرباعية (الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدةوالولاياتالمتحدة) العام الماضي خطة الطريق التي تدعو الفلسطينيين الى وقف كافة الهجمات واسرائيل الى وقف نشاطاتها الاستيطانية، وصولا الى اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. وحث الرئيس الامريكي جورج بوش في بيان قرأه الناطق آري فلايشر كلا من اسرائيل والفلسطينيين على العمل مع الولاياتالمتحدة، وقوى اخرى، وبصورة مباشرة في ما بينهما لوضع حد فوري للعنف والعودة الى مسار السلام، وفقا لبيان. كما اعلن بوش أن عباس هو رجل يمكنني ان اعمل معه، وأنه يرى فرصة جيدة للتقدم نحو السلام في الشرق الاوسط. وفيما ارجأ وزير الخارجية الامريكي كولن باول الثلاثاء مشروعا لزيارة اسرائيل والاراضي الفلسطينية قائلا انه من السابق لاوانه الدفع من اجل تطبيق خطة خارطة الطريق، من المقرر ان يصل المبعوث الاميركي للشرق الاوسط وليام بيرنز الى الضفة الغربية الاسبوع القادم لمناقشة تطبيق خطة السلام. ورحبت المفوضية الاوروبية في الاتحاد الاوروبي بتولي عباس مهامه قائلة انها تتطلع نحو العمل عن كثب معه، وادانت في نفس الوقت العنف. وقالت: نعتمد على السلطة الفلسطينية في استخدام نفوذها لدعم السلام ومحاربة العنف والارهاب. ورحب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بنشر خريطة الطريق ودعا اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى البدء بدون تأخير بتطبيقها. وقال بلير، وهو من اشد المتحمسين للخطة، امل ان يكون رد الطرفين ايجابيا وان يبدآ بتطبيق خريطة الطريق بلا تأخير. ودعا الناطق بلسان وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفنكو اسرائيل الى تسهيل تطبيع حياة الفلسطينيين، وقبل كل شيء، سحب قواتها من اراض فلسطينية اعادت احتلالها منذ 28 سبتمبر 2001 بما يمكن من اجراء انتخابات وطنية وبلدية. وقبل نشر خريطة الطريق وبعد الهجوم الفدائي، حث الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الفلسطينيين والاسرائيليين على الالتزام بعملية السلام. وسيعقد محمود عباس اليوم الخميس اول اجتماع لحكومته في رام الله لبحث المرحلة القادمة، حسبما نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول فلسطيني. من جهة ثانية اعلن ابو مازن في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية انه اصدر امس توجيهات للصحف المحلية الفلسطينية بعدم نشر اية اعلانات تهاني باستلامه او اي من الوزراء المنصب الجديد وذلك بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا وشعبنا. كما اكد ان الوظائف العامة تعتبر تكليفا وليس تشريفا او مكسبا شخصيا.